خاص: أكثر السيارات المستعملة المتداولة بين 70 و150 ألف جنيه

طوابير طويلة من السيارات تمتد علي مدي البصر من بداية مسجد السلام في مدينة نصر وصولًا الي ساحة سوق السيارات نفسها ثم تمتد بعد السوق مسافة أخري وذلك علي كلا الجانبين من الطريق. الجولة الصغيرة المتأملة لما يدور في هذا السوق الضخم للسيارات المستعملة الذي يجري يومي الجمعة والأحد تكشف عن كيان غريب به الكثير من نفس تعقيدات الحياة المصرية وظروفها والكثير من المتناقضات.

في السوق يأبي الكثيرون دفع رسوم دخول السوق نفسه في الساحة الكبيرة المخصصة للسيارات ويقفون في الشارع في خارج الطريق، وليس صف واحد ولا اثنين بل يصل الحال لثلاث صفوف ويعوقون حركة السيارات التي لا يتبقي لها سوي حارة واحدة تمر فيها، والغريب أن المرور يغيب تمامًا عن التواجد وحتي رجال المرور المتواجدين في بعض الأوقات لا يفعلون شيء.

متناقضات أخري داخل السوق وخارجه، فستجدون سيارات حديثة للغاية من موديلات 2016 وحتي 2017، وبجوارها موديلات من فترة الستينيات والسبعينيات، تجدون سيارات عالية القيمة وأخري منخفضة القيمة جدًا. الجميع في سوق السيارات يجمعهم هدف واحد هو البيع وتحقيق الربح، ولكن فئة التجار باتت هي المسيطر الأساسي علي السوق وحتي من لا مهنة له يأتي للسوق للعمل في التجارة بسيارة أو اثنين.

أمور غريبة رصدناها منها توقف عشرات بل مئات الأشخاص في الطريق خارج الساحة بامتداد الشارع يتلقفون أي سيارة مارة محاولين شرائها بأقل سعر ممكن، وهم غالبيتهم من تجار صغار يجربون حالهم في السوق وتجدهم عند التعامل مع أصحاب السيارات يهاجمونهم بشدة عندما يسمعون الأسعار المطلوبة وهناك طرق معاملة غريبة تشمل أن يقوم التاجر بارسال أكثر من شخص تابعين له لنفس صاحب السيارة علي فترات لتقليل السعر للمستوي الذي يريد من خلال حديث كل تابع لصاحب السيارة عن عيب فيها.

البعض يحمل في يديه آلاف الجنيهات علنًا ليقنع أصحاب السيارات بأنه جاد في الشراء، وهناك من يأتي من الصعيد ومن محافظات الدلتا ومن الاسكندرية للتجارة في السيارات، أما من يأتي لبيع سيارته بصورة فردية فهم قلة في السوق الذي يسيطر بالفعل عليه التجار.

أما حال الأسعار بالنسبة للسيارات المستعملة فلا يختلف كثيرًا عن الجديدة، فكلما ارتفعت أسعار السيارات الجديدة ارتفعت أسعار المستعملة معها خاصة من الموديلات الأحدث،أما الموديلات القديمة فالزيادات التي تحدث لها محدودة، بينما قلت المبيعات في السوق بسبب هذه الزيادات الكبيرة وباتت اهم المبيعات في السوق التي تبدأ من 70 ألف جنيه ولا تتجاوز 150 ألف جنيه.

أما شريحة السيارات التي تفوق 150 ألف جنيه فالتعامل فيها قليل للغاية، فيما تسيطر سيارات معينة علي السوق مثل كيا سيراتو وميتسوبيشي لانسر وهيونداي فيرنا والنترا، بينما أغرب ما يحدث في السوق هو قلة تواجد موديلات مثل 128 وغيرها من الموديلات القديمة وسيطرة الموديلات الحديثة علي السوق.