مشروع استثماري لإنتاج مكونات بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب

تعتزم مجموعة "بي تي آر" الصينية إنشاء أول مصنع لها خارج الصين في المغرب لإنتاج الأقطاب الكهربائية السالبة، وهي مكون أساسي في بطاريات السيارات الكهربائية. وقد أبرمت الشركة، المعروفة بكونها واحدة من كبرى موردي مواد الأنودات والكاثودات لبطاريات الليثيوم أيون، اتفاقًا في نهاية مارس مع الحكومة المغربية لإنفاق 3 مليارات درهم (300 مليون دولار) على هذا المشروع، ومن المقرر البدء في الإنشاءات في الربع الثاني من العام الجاري.

وأوضح هي كزيوكين، رئيس المجموعة، أن هذا المشروع يستهدف تلبية الطلب المتزايد من الأسواق الأوروبية والأمريكية على مكونات بطاريات السيارات الكهربائية، متوقعًا أن يبدأ الإنتاج خلال عامين.

يمثل هذا المشروع الاستثماري الأول من نوعه في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية بالمغرب، حيث من المقرر أن يبلغ الإنتاج السنوي للمصنع 50 ألف طن من مواد الكاثودات، وسيتم تطوير المصنع على مرحلتين، تبدأ الأولى في سبتمبر 2026 بطاقة إنتاجية تبلغ 25 ألف طن سنويًا.

توقيع اتفاقية بين المغرب و"بي تي آر غروب" لتأسيس مصنع بطاقة 50 ألف طن سنويًا
 

تُعد الصين أحد أكبر الشركاء التجاريين للمغرب، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين في عام 2023 حوالي 7.5 مليار دولار، مع وجود فجوة كبيرة تصب في مصلحة الصين. ويرجع اختيار المغرب لإقامة المصنع إلى موقعه الجغرافي المميز الذي يوفر وصولًا سهلًا للأسواق الأوروبية والأمريكية، بالإضافة إلى كون المملكة وقعت على مبادرة الحزام والطريق.

وفقًا لوزارة الاقتصاد والمالية المغربية، فإن هذا المشروع يعكس التوجه الوطني نحو إعادة تشكيل صناعة السيارات لتوجيهها نحو إنتاج المركبات الكهربائية. ويسلط الضوء أيضًا على النظام الصناعي المتكامل في المغرب، الذي يضم أكثر من 250 شركة في قطاع صناعة السيارات، مما يوفر بيئة عمل مستقرة تسهل الاستثمار والتوسع.

مع توقعات بزيادة الاستثمارات في قطاع صناعة البطاريات في المغرب، قد اتخذت الحكومة خطوات استباقية بإنشاء أول منطقة صناعية جديدة مخصصة لصناعات البطاريات والتعدين والإلكترونيات والسيارات على مساحة 283 هكتاراً، مستقبلة استثمارات أولية بقيمة 24 مليار درهم.