دراسة : النمل يستخدم السيارات للتنقل والانتشار إلى مواقع جديدة

نعلم جميعًا أن الحشرات مخلوقات واسعة الحيلة. إنهم يطيرون، ويزحفون، ويسبحون، ويحفرون الجحور... ولكن هل يتنقلون؟ اتضح أن السيارات أصبحت أحدث وسيلة أ"وبر" لأنواع النمل الغازية، والعلماء يدقون ناقوس الخطر. وكان سكوتي يانغ، عالم الحشرات الشهير من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، يراقب عن كثب نمطًا مثيرًا للاهتمام يتكشف أمام أعيننا. لا، لا يتعلق الأمر بنملة تشق طريقها من حين لآخر إلى سيارتك. نحن نتحدث عن مستعمرات كاملة من النمل والملكات وكل شيء، وتعتبر السيارات بمثابة أوبر خاص بهم. وتعتبر أبحاث يانغ رائدة في تركيزها على هذه الظاهرة الرائعة. ولاحظ سكوتي حسب قوله: "لقد رأينا منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي حيث شعر الناس بالصدمة عندما وجدوا سياراتهم مغطاة بالنمل. وعلى الرغم من أننا شعرنا بالأسف تجاههم، إلا أننا أردنا التحقق مما إذا كان هناك أي شيء مشترك بين هذه الأحداث.

مسافرون خلسة بستة أرجل

وقاده هذا البحث عن الإجابات إلى تايوان، حيث أجرى دراسة شملت تسعة أنواع مختلفة من النمل تتنقل باستخدام المركبات والشاحنات. ووجد أن هناك سبعة من هذه الأنواع الغازية، جعلت نفسها في بيئات جديدة.

كيف يسافر النمل في السيارات ؟

جمع بحث سكوتي تقارير من أفراد في جميع أنحاء تايوان رأوا النمل على سياراتهم. وقد سمح له النهج بجمع البيانات على نطاق واسع. وكشفت دراسته أن النمل شوهد داخل وخارج السيارات، وحتى تحت غطاء المحرك.

قدرة تسلق مذهلة

وكانت السمات المشتركة بين هؤلاء النمل المتنقل هي قدرتهم على التسلق وعادات البحث عن الطعام وتحمل درجات الحرارة. والنمل صغير ولكنه قوي، وهو متسلق رائع. تأتي أقدامهم مجهزة بمخالب للإمساك بالأسطح غير المستوية مثل المعدن أو البلاستيك، ومنصات لاصقة تخلق رابطة مؤقتة تسمح لهم بالمشي على الأسطح الملساء مثل الزجاج. وهذا يجعل من الممكن للنمل التنقل في أجزاء مختلفة من السيارة، مما يزيد من نجاحهم في التنقل.

الغذاء والاستعمار

عندما تكون مصادر الغذاء نادرة، يميل النمل إلى استكشاف مناطق جديدة، مما يجعلهم أكثر عرضة لتحويل المركبات إلى وسائل النقل الخاصة بهم. وتكون المستعمرات المكتظة أو تلك التي تواجه قيودًا على الموارد أكثر عرضة لبدء أعشاش جديدة. يمكن أن يصادف النمل الكشفي مركبات أثناء بحثه عن مواقع تعشيش جديدة، مما يحولها إلى منازل متنقلة.

تحمل درجات الحرارة العالية

السيارات، بسبب الظروف الجوية، يمكن أن تظهر تغيرات واسعة في درجات الحرارة. والنمل، كونه مخلوقات خارجية الحرارة، يعتمد على مصادر خارجية لتنظيم درجة حرارة الجسم. وإنهم يعيشون على أساس قدرتهم على إيجاد المناطق المناسبة التي توفر درجة الحرارة المناسبة لعملياتهم الفسيولوجية. وبالتالي، فإن تقييمهم للمناخ المحلي داخل السيارات أمر بالغ الأهمية لبقائهم على قيد الحياة.

النمل الغازي في السيارات

هذا أكثر من مجرد إزعاج أثناء تنقلاتك. يمكن للحشرات الغازية أن تتفوق على الأنواع المحلية، وتضر بالمحاصيل، وتعطل النظم البيئية. ويؤكد سكوتي أن "تتبع الحشرات الغازية وكيفية انتشارها يعد موضوعًا مهمًا لعلماء الحشرات لأن هذه المخلوقات يمكن أن تمثل تهديدات للأنواع المحلية من النباتات والحيوانات". وما كان يقتصر في السابق على جذوع الأشجار والتربة لانتشارها، يشمل الآن السيارات.

لماذا يختار النمل السيارات؟

يبدو الاكتظاظ عاملاً رئيسياً يدفع النمل إلى البحث عن موائل جديدة عن طريق التنقل بالسيارات. والأنواع الغازية معرضة بشكل خاص لهذا السلوك، الذي له آثار في جميع أنحاء العالم. فالولايات المتحدة، على سبيل المثال، تتصارع مع النمل الغازي مثل النمل الناري سيئ السمعة. ويشارك سكوتي قائلاً: "من بين أسوأ 100 نوع من الأنواع الغازية في العالم، هناك خمسة أنواع من النمل، واثنان منها موجودان بالفعل في فرجينيا: النمل الناري الأحمر المستورد والنمل الأرجنتيني". ومن خلال التنقل، يحصل هذا النمل على مسار سريع إلى مناطق جديدة. ويأمل سكوتي في بدء مشروع علمي مماثل للمواطنين في الولايات المتحدة لتتبع انتشار النمل.

النمل يعيش الحياة في الخط السريع

يسلط البحث الرائع الذي أجراه سكوتي يانغ حول سلوك النمل في التنقل، الضوء على جانب مهمل من توسع الأنواع الغازية. وتؤكد النتائج التي توصل إليها أيضًا تأثير الأنشطة البشرية على النظم البيئية الطبيعية. وتعزز هذه العلاقة المفاجئة بين السيارة والنمل وعينا بالترابط بين العالم وبيننا، وإن كان غير مرئي في كثير من الأحيان، الذي تلعبه حتى أصغر المخلوقات في تشكيل بيئتنا. ونشرت الدراسة في مجلة علم الحشرات البيئي