هوندا ونيسان وميتسوبيشي: تحالف جديد يتشكل لمواجهة الخطر الصيني

بناءً على مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في مارس، وافقت هوندا ونيسان على تطوير منصة مشتركة للمركبات الذكية من الجيل التالي. وتعتزم شركتا صناعة السيارات اليابانيتان إكمال البحث الأساسي في التعاون في غضون عام تقريبًا والنظر في إمكانية الإنتاج الضخم بناءً على النتائج. وفي الوقت نفسه، تؤكد هوندا نية ميتسوبيشي للانضمام إلى التحالف.

تحالف بين نيسان وهوندا في قطاع البطاريات

وتحدد البيانات الحالية للشركاء تحالفًا شاملاً في مجالات البطاريات والمحركات الكهربائية وتشكيلة المركبات وخدمات الطاقة. وفي قطاع البطاريات، تريد نيسان وهوندا دراسة دمج تقنيات وأنظمة البطاريات وتوحيد مواصفات وحدات خلايا البطاريات الخاصة بهما في الأمد المتوسط إلى الطويل حتى يمكن استخدامها في المركبات الكهربائية من أي من العلامتين. كما سيستكشف الثنائي توريد البطاريات إلى نيسان من قبل شركة L-H Battery Company، وهي مشروع مشترك بين هوندا وLG Energy Solution. وستغطي الصفقة أفقًا زمنيًا بعد عام 2028 في أمريكا الشمالية.

جمع قدرات نيسان وهوندا في مجال البطاريات سيوفر لهما مزايا عديدة

وقالت هوندا ونيسان: "إن الجمع بين تقنيات البطاريات وأصول كلتا الشركتين سيمكن من تقديم مجموعة واسعة من خيارات البطاريات، من النماذج عالية الإنتاج إلى النماذج منخفضة التكلفة، بالإضافة إلى تأثيرات خفض التكاليف من خلال تنويع الاستثمار والتحوط من المخاطر، وتحقيق ميزة الحجم".

توحيد القوى على جبهة واسعة

وسيركز التحالف أيضًا على المحركات الكهربائية. وفي الأمد المتوسط إلى الطويل، يريدون أيضًا توحيد مواصفات المحركات الكهربائية الخاصة بهم. والهدف هو مشاركة المحركات كخطوة أولى. وترغب نيسان وهوندا أيضًا في النظر في تكامل محافظ كل منهما فيما يتعلق بالطرازات الكهربائية وسيارات محركات الاحتراق. وفي الأمد القريب، توصل الجانبان بالفعل إلى اتفاق أساسي بشأن الطرازات والمناطق التي سيتم استكمالها من قبل الشركتين. وكنقطة أخيرة للتعاون، سيوفر الثنائي خدمات الطاقة في اليابان، بما في ذلك البنية التحتية للشحن بالإضافة إلى خدمات البطاريات والشحن.

ميتسوبيشي القوة الثالثة في التحالف

وبالتوازي مع ذلك، أصبح من الرسمي الآن أن تنضم ميتسوبيشي إلى التحالف كقوة ثالثة. وقال ماكوتو أوشيدا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة نيسان: "نحن سعداء للغاية بالترحيب بعضو جديد في الشراكة الاستراتيجية بين هوندا ونيسان. تتمتع ميتسوبيشي موتورز بتقنيات وخبرة فريدة وكانت تتعاون مع نيسان كشريك. ومن خلال التعاون بين الشركات الثلاث، نتوقع أن تتطور الشراكة إلى شيء يخلق قيمة أكبر، وتقديم منتجات وخدمات فريدة من كل شركة تلبي الاحتياجات المتنوعة للعملاء".

تمر صناعة السيارات بفترة تحول يُقال إنها تحدث مرة واحدة في القرن

ووفقًا لرئيس شركة هوندا توشيهيرو ميبي، فإن صناعة السيارات تمر بتحول يحدث مرة واحدة في القرن. وقال: "نتوقع أن الجمع بين التقنيات والمعرفة التي توفرها نيسان وهوندا، بالإضافة إلى قوة وخبرة ميتسوبيشي موتورز، سيمكننا من حل العديد من القضايا المتعلقة بالسيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي في السيارات على نطاق عالمي بشكل أسرع.

التحالف بين الشركات أمر ضروري اليوم

وعلق تاكاو كاتو، رئيس شركة ميتسوبيشي موتورز والرئيس التنفيذي لها: "لقد تقدمت مناقشات نيسان وهوندا بشأن الشراكة المحتملة، وقد قررنا المشاركة في هذا الإطار. يعد التعاون مع الشركاء أمرًا ضروريًا في صناعة السيارات اليوم، والتي تخضع لتغيرات سريعة بسبب الابتكارات التكنولوجية مثل السيارات الكهربائية والذكاء. نعتقد أنه يمكننا اكتشاف إمكانيات جديدة في مجموعة متنوعة من المجالات من خلال التعاون بين الشركات الثلاث."

انقسام السوق الياباني لمعسكرين أحدهما تويوتا والآخر التحالف الجديد

وكانت صحيفة نيكي اليابانية اليومية قد ذكرت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن شركة ميتسوبيشي موتورز ستنضم إلى تحالف هوندا ونيسان كقوة ثالثة. وهذا من شأنه أن يقسم السوق اليابانية إلى معسكرين كبيرين معسكر يضم تويوتا على جانب وتحالف هوندا ونيسان وميتسوبيشي على الجانب الآخر.

الصين وتسلا والتحديات التكنولوجيا الجديدة وراء تحالف نيسان هوندا ميتسوبيشي

وتأتي الخلفية وراء مرحلة التوحيد للشركات ممثلة في الاضطرابات التي تشهدها صناعة السيارات: حيث لا تستطيع شركات تصنيع السيارات اليابانية مواكبة الشركات المصنعة الصينية والقادمين الجدد مثل تسلا عندما يتعلق الأمر بالتنقل الكهربائي. ومن أجل التعامل مع الاستثمارات الهائلة في تقنيات القيادة والرقمنة الجديدة، تعمل الشركات اليابانية المنافسة الآن على تشكيل تحالفات. وفي هذا السياق، نجحت تويوتا بالفعل في جلب الشركات المصنعة الأصغر حجمًا مثل دايهاتسو وسوزوكي وسوبارو ومازدا وهينو موتورز معها في عام 2018.

نيسان وهوندا تكافحان في السوق الصينية

إن حقيقة انضمام ميتسوبيشي الآن إلى هوندا ونيسان ليست مفاجئة، حيث تمتلك نيسان حصة 34 في المائة في شركة ميتسوبيشي. وتعمل الشركتان المصنعتان بالفعل جنبًا إلى جنب في تحالف رينو ونيسان وميتسوبيشي. وعندما تم تقديم الخطط في مارس، كان السبب الذي قدم للتعاون بين المنافسين هو أنه تم الاتفاق على أنه من الضروري الجمع بين نقاط القوة وفحص إمكانيات التعاون في المستقبل. قبل ذلك بفترة وجيزة، أصبح من المعروف أن نيسان وهوندا تخططان لخفض قدراتهما الإنتاجية بشكل كبير في الصين لأنهما تواجهان صعوبات في مواكبة المنافسين الصينيين في السباق نحو السيارات الكهربائية. ومع ذلك، يُقال إن هذا ينطوي فقط على خفض القدرة الإنتاجية وليس بيعًا للأسهم في المشاريع المشتركة في الصين.

تحالف رينو نيسان تراجع في الفترة الأخيرة

وبالمناسبة، تقف نيسان في صف رينو بقوة عندما يتعلق الأمر بالسيارات الكهربائية، وخاصة في أوروبا. ستعتمد سيارة ميكرا الكهربائية التالية من نيسان على نفس المنصة التي تم الكشف عنها مؤخرًا من رينو 5. ومع ذلك، خفف الجانبان تحالفهما إلى حد ما في عام 2023، عندما بدأت رينو في التعاون مع شركاء جدد، مثل جيلي.