هل يمكن تنفيذ طريق "القاهرة - كيب تاون" ؟

تعتمد التنمية الأفريقية على مفارقة جنونية وهي أن أعظم أصولها المتمثل في الحجم الهائل والتنوع في الموارد الطبيعية والتي هي أيضا في نفس الوقت أكبر عائق أمام تنميتها لصعوبة نقل السلع من بلد إلى آخر بما يضعف التجارة البينية القارية مع معوقات أخرى مثل الرسوم الجمركية، والتأخير على الحدود، لكن التحدي الأكبر هو أنه لا يوجد طريق نقل بين غرب وشرق إفريقيا فقط نظام طرق وسكة حديد قديم متخلف يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.

ويعتبر طريق TAH5 هو أهم ممر للنقل عبر القارة ويربط داكار، في السنغال، إلى العاصمة التشادية نجامينا، بمسافة حوالي 4.500 كيلو متر، أو أبعد قليلا من المسافة بين نيويورك وسان فرانسيسكو، ويمر عبر سبع دول هي السنغال، مالي، بوركينا فاسو، النيجر، نيجيريا، الكاميرون، وتشاد. وهو الطريق الوحيد من بين جميع الطرق السريعة العابرة لأفريقيا التي تم إنجازها بالكامل، وهو يمثل انتصارا رئيسيا في النمو لهذا السبب، ومع ذلك، فإن أجزاء من الطريق متداعية، ولا تزال الصيانة عبر الحدود الوطنية تشكل تحديا.

وهناك الطريق الذي يربط القاهرة بجنوب افريقيا ويمتد من البحر المتوسط الي المحيط الأطلنطي في كيب تاون. ويعبر مصر وصولًا للسودان ومنها لاثيوبيا ودول شرق افريقيا حتى جنوب افريقيا كما يمتد طريق آخر من القاهرة مرورًا بالساحل الخاص بالبحر المتوسط في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وتعتبر بعض مناطقه نقاط التقاء لطرق أخرى تمتد بطول القارة مثل طريق يمتد من ليبيا وصولًا لكيب تاون كذلك ويقطع منتصف القارة وطريق من الجزائر ويصل لغرب افريقيا.

وهذه الطرق لم يتم اقامتها الا القليل من بعض أجزائها وتحتاج لاستثمارات كبيرة وتعوقها الغابات والمناطق الوعرة خاصة في اثيوبيا التي تواجه بشكل قوي الطريق الممتد من القاهرة لكيب تاون.

وينظر للصين كأهم الدول التي يمكن أن ترعى اقامة هذه الطرق في القارة من خلال مبادرة الحزام والطريق والذي أصبح بسرعة محور الاستثمار الصيني الخارجي، ويستخدم أساسا لربط الصين بأوروبا عبر طريقين: الحزام الاقتصادي لطريق الحرير برا من الصين إلى ألمانيا عبر ربط بالطرق ووصلات السكك الحديدية عبر آسيا الوسطى وأوروبا الوسطى وهو أكثر صلة بأفريقيا، بجانب طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين وهو طريق بحري من الصين إلى اليونان، ويسافر عبر المحيط الهندي إلى مومباسا بكينيا، ثم عبر قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط. وينتقل من أفريقيا جنوب الصحراء قبل أن ينتقل شمالًا إلى مصر.