بوتين يقود شاحنة فوق جسر القرم الجديد ويتبعه جيش من الشاحنات

رسميا، تم افتتاح جسر مضيق كيرتش والذي أطلق عليه في وسائل الإعلام الروسية "بناء القرن"، وفي الواقع، إنه جسر يبلغ طوله 19 كيلومترًا ويربط روسيا بشبه جزيرة القرم. وقد تم فتح جزء واحد من الجسر رسميا لحركة المرور مؤخرًا. وعندما يكون جاهزًا، من المتوقع أن يدعم مرور ما يصل إلى 40.000 سيارة يوميًا وينقل ما يقدر بـ 14 مليون مسافر و13 مليون طن من البضائع سنويًا.

وقد تم افتتاح قسم الجسر بضجة كبيرة، لا سيما أنه تم الانتهاء منه قبل عدة أشهر، بناء على طلب الكرملين. وفي لفتة رمزية تهدف إلى إثارة الملايين من أتباعه، قفز الرئيس الروسي على متن شاحنة برتقالية من طراز كاماز، وانطلقت خلفه شاحنات أخرى مشابهة من ألوان مختلفة، وبدأ ينطلق بها على الكوبري الجديد.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف "بدأ بوتين هذا المشروع بنفسه ولم يعتقد كثيرون أن هذه الخطط ممكنة." وجغرافيا، الجسر الجديد هو الاتصال الأرضي الوحيد بين الجزء الأكبر من روسيا وشبه الجزيرة في البحر الأسود وقبله كان إذا أراد الروس الذهاب إلى شبه جزيرة القرم، فعليهم إما ركوب قوارب أو المرور عبر أوكرانيا.

وفكرة تقصير الطريق من خلال هذا الجسر في المنطقة ليست جديدة حيث تم اقتراحه لأول مرة من قبل الحكومة البريطانية في عام 1870، كجزء من خط سكة حديد يربط إنجلترا بالهند. كما أن النازي ألبرت سبير، المهندس المعماري الألماني الأهم خلال الحرب العالمية الثانية، قام أيضا بتقديم فكرة في عام 1943، كوسيلة لمساعدة القوات الألمانية في توجيه ضربة مذهلة للجيش الروسي في شمال القوقاز.

وبعد عام واحد، استخدم الجيش الروسي المتقدم مواد تركها خصومه وراءهم لإقامة جسر طوله 4.5 كيلومتر لمساعدتهم على مطاردة العدو. وعندما كانت روسيا وأوكرانيا أصدقاء، في عام 1994، حاولا العمل معًا في مشروع جسر، لكن هذه الفكرة فشلت أيضًا.