تفكير خارج الصندوق للاستفادة من زحمة الطرق
قال تقرير رصد عن كيفية استفاد قطاع التقنية من أزمة الازدحام المروري الخانقة في المنطقة العربية؟، وقال التقرير انه تحل العاصمة المصرية، القاهرة، في المركز السابع عشر في قائمة المدن الأكثر ازدحامًا في العالم وفق الإصدار الأحدث من تقرير سنوي عن الحالة المرورية والوقت المفقود في التنقل على الطرق تُصدره شركة «توم توم» العاملة في مجال تطوير أنظمة الملاحة والخرائط حول العالم. لكن القاهرة ليست المدينة العربية الوحيدة على القائمة، وإن كانت الأكثر ازدحامًا، إذ ضمت القائمة ذاتها مدن أخرى من المنطقة منها دبي والرياض وجدة. نشر موقع "مرصد المستقبل" التابع الي "مؤسسة دبي للمستقبل" تقرير حول استفادة بعد المدن من الازدحام المروري الخانقة بها.
ولا تتوقف الأزمة المرورية التي تُعاني منها مدن عديدة في المنطقة العربية عند قيمة الوقت المفقود في التنقل من مكان إلى آخر على الطرقات المكتظة بالسيارات، لكنها تمتد إلى المعاناة اليومية لقائدي المركبات مع إجهاد القيادة على الطرق المزدحمة، والبحث عن أماكن انتظار السيارات، وتكلفة الاستعانة بخدمات سائق خاص في بعض الأحيان.
لهذه الأسباب سالفة الذكر وغيرها، شكل قطاع النقل والمواصلات على مدار السنوات القليلة الماضية أحد أسرع مجالات النمو وأكثرها حيوية على مستوى الفرص الاستثمارية المتاحة أمام الشركات التقنية الناشئة في المنطقة، والتي استفادت كثيرا من الأزمة المرورية وأسهمت في الحد من تفاقمها في الوقت ذاته.
استثمارات هائلة وحلول مبتكرة
في السادس والعشرين من شهر مارس الماضي، أعلنت شركة أوبر عن نيتها الاستحواذ على منافستها المحلية كريم التي تتخذ من دبي مقرًا لها، في صفقة تجاوزت قيمتها 3 مليارات دولار لتُصبح بذلك الصفقة الأكبر في تاريخ قطاع الشركات التقنية الناشئة في المنطقة. جاءت تلك الخطوة لتؤكد على ريادة هذا المنافس المحلي الشرس الذي نجح في تطوير حلول مبتكرة لمواجهة أزمة الزحام الخانقة من بينها استخدام الدراجات النارية في نقل الركاب بسرعة وكفاءة.
إلا أن كريم لم تكن الشركة المحلية الرائدة الوحيدة التي طورت خدمات تقنية جديدة تُخاطب مشكلة الزحام بالمنطقة من زاوية مختلفة. فقد كانت القاهرة تحديدًا مهدًا للعديد من الشركات الناشئة التي قدمت حلولا رائدة وحققت نجاحات كبيرة في مجال تقنيات النقل والمواصلات.
ففي العام 2017، أسس ثلاثة شباب مصريون، هم مصطفى قنديل وأحمد صباح ومحمود نوح شركتهم التي تحمل اسم «سويفل» والتي قدمت للمرة الأولى في مصر خدمة لنقل الركاب حسب الطلب بمستوى متميز ولكن دون التكلفة المرتفعة لخدمات التاكسي وخدمات مشاركة السيارات التقليدية. اعتمدت الشركة الناشئة على مفهوم مبتكر يقوم على النقل الجماعي لمجموعة صغيرة من الركاب يشتركون في وجهة واحدة باستخدام مركبة نقل جماعية سياحية فاخرة ما يسهم في خفض التكلفة النهائية للخدمة لكل مستخدم، مع الحفاظ على مستوى الخدمة.
سرعان ما حققت الخدمة شعبية كبيرة مما أسهم في نجاح الشركة في خوض جولات استثمارية متتالية تجاوزت قيمتها الكلية 80 مليون دولار، وأضافت كلا من أوبر وكريم المفهوم ذاته إلى مجموع ما تقدمانه من خدمات بعد أن لاقت الفكرة إقبالًا واستحسانًا كبيرًا من مستخدميها.
تعد شركة «حالًا» الناشئة مثالًا آخر على الثقة الاستثمارية الكبيرة التي نجحت شركات مواجهة الزحام في المنطقة في تحقيقها. نجحت الشركة في تطوير نموذج تقني جديد يعمل على تسهيل استخدام الدراجات النارية ذات العجلات الثلاثة، أو ما يصطلح على تسميتها: التوك توك، في نقل الركاب حسب الطلب وكذلك إرسال الشحنات البسيطة من خلال تطبيق للهواتف الذكية يربط بين المستخدمين ومالكي تلك المركبات مقدمي الخدمة. في إطار حملة تمويل في ديسمبر من العام الماضي بقيمة عدة ملايين من الدولارات، انضم أوسكار سالازار، أحد مؤسسي شركة أوبر، إلى المستثمرين في تطبيق «حالا» الذي يعمل حاليا في مدن عديدة في مصر والسودان، ويتجه إلى التوسع إلى أسواق إضافية حول المنطقة قريبًا.
بالإضافة إلى ما طورته الشركات المحلية من حلول مبتكرة في هذا المجال، ساهمت الطبيعة التنافسية والنمو الكبير لسوق التنقل في المنطقة في أن تتحلى الشركات الكبرى العالمية بالشجاعة الكافية لجعلها ساحة اختبارية لمنتجات وخدمات تجريبية جديدة مثل خدمة النقل باستخدام الطائرات المروحية من أوبر التي تعد دبي المدينة الوحيدة حول العالم التي أتيحت بها الخدمة.
المستقبل يحمل المزيد
لا يُظهر قطاع تطبيقات الهواتف الذكية والخدمات الإلكترونية في مجال النقل والمواصلات في المنطقة أي بوادر للتراجع. بل في حقيقة الأمر فإنه ما زال يحقق نموًا متسارعًا على جميع المستويات في الوقت الحالي على الأقل، خاصة في وجود مشكلات مرورية أخرى عديدة، أو لنسميها فرص محتملة، لم يستكشفها قطاع التقنية بعد. أغلب الظن، ستكون المشكلات التي نواجهها حاليًا، مثل إيجاد أماكن انتظار السيارات، والمساعدة على الطريق، والتنقل بين المدن المختلفة على قائمة اهتمامات الشركات التقنية الناشئة في المنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة. لكن ستبقى الحلول التقنية المقترحة لتلك المشكلات لغزًا تحله التطبيقات المليونية المستقبلية!
أخبار متعلقة
أوبر تطلق أول خدماتها لنقل الركاب بالدراجات النارية
25 فبراير 2016 09:43 م
"كريم" تستثمر 100 مليون دولار في البحث والتطوير للتوسّع العالمي
11 يوليو 2016 12:58 م
تقرير سعودي: أوبر تسهم في زيادة مبيعات السيارات المستعملة بمصر
25 أغسطس 2016 12:50 ص
اسعار ومواصفات السيارات
البحث حسب الميزانية
البحث حسب الميزانية
البحث حسب الموديل
الأكثر مشاهدة
العودة للأعلى
أكثر الكلمات انتشاراً