عمرو عكاشة يكتب : الواد بيموت قبل أبوه
10371629_10152370053534457_6217428426189058843_n
عندما فكر هنرى فورد رائد صناعة السيارات فى صنع سيارته الشهيرة موديل فورد T أول سيارة تصنع على نطاق تجارى فى العالم , إهتم بجودة التصنيع على الرغم من الإمكانات البسيطة التى كانت متاحة فى ذلك الوقت من عام 1908 حيث إستمر تصنيع تلك السيارة لمدة 19 عاماً متوالية حتى عام 1927 , وهذا السبب تحديداً جعل من فورد T السيارة الشعبية الأولى فى الولايات المتحدة الأمريكية والعالم كله, وأصبحت فورد هى العملاق رقم 1عالمياً وتمددت لتصبح مصانعها فى الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا , ونفس الأمر ينطبق على جميع شركات إنتاج السيارات التى إهتمت بالجودة مثل الشركات اليابانية التى دخلت مرحلة التصنيع العالمى نهاية السبعينيات من القرن الماضى ثم السيارات الكورية ويليها الدفعات الأخيرة من السيارات الصينية.
الجودة هى كلمة السر فى الصناعة وإستمرارها, وهى أيضاً سر تخلف دول العالم الثالث فى التصنيع ومن ضمنها مصر بالطبع , وهى البلد الوحيد الذى يعتمد على الفهلوة قبل الجودة , ويتلخص الأمر فيما حدث معى مرات عديدة من مواقف تثبت بما لايدع مجالاً للشك أن مصر بحاجة إلى بناء جيل جديد قائم على أسس علمية وليس على طرقة التفكير العقيم التى تمزج العلم بتفسيرالدين الدين بشكل خاطىء , آخر تلك المواقف جمعتنى فيه الصدفة بكهربائى سيارات ذهبت اليه خصيصاً لتركيب مروحة تبريد جديدة لسيارتى , حيث لم أجد المروحة فى التوكيل , ووجدتها لدى مركز قطع الغيار التابع للتوكيل خارج مركز الصيانة , وهو ما جعلنى ألجأ إلى كهربائى شهير فى تلك المهنة لكى يقوم بتركيب المروحة على أكمل وجه, وهو ما تم بالفعل, وقررت حينها أن أسأله سؤالاً علمياً يتعلق بالعمر الإفتراضى للمروحة الجديدة .
كنت أتوقع أن أجد إجابة يذكر فيها عدد السنوات المفترض أن تعيشها تلك ,إلا أننى وجدت إجابة لا تخطر على بال , ” يابيه…الواد بيموت قبل أبوه!!”..كررت سؤالى فجاءت إ جابة أكثر غرابة ..” يابيه ماتقاطعش ..سيبها لله..محدش عارف هيحصل ايه بكرة”!!!…والأعجب اننى سمعت إجابات مثيلة من العديد من الميكانيكية على مدى 18 عاماً إمتلكت فيها سيارات بدءاً من سيات مروراً بفيات 128 وانتهاء بسيارتى الحالية وذلك عندما كنت أسأل على العمر الإفتراضى لأى قطعة غيار, وكانت إجابات الجميع..” العمر ده بتاع ربنا” !!
والسؤال هنا..هل وصلت ألمانيا إلى قمة التصنيع فى العالم بترديد تلك العبارات الجوفاء ؟ أم بالعلم المبنى على أسس وقواعد تحدد العمر الإفتراضى لأكبر وأصغر قطعة فى السيارة.
والعجيب هنا ان مصر الدولة الوحيدة التى تجد جميع من حولك يؤكدون أن قطع الغيار المستعملة وارد الخارج التى يطلق عليها ” إستيراد” هى أفضل من “الجديد” !
لنتخيل مثلاً أن تلك العقلية كانت تصنع قطع غيار طائرات , هل من المفترض أن تقوم طائرة حربية بالدخول فى معركة جوية مع عدو ولا يعلم أحد العمر الإفتراضى لقطع محركها أو القطع الأخرى المكونة لها ؟..
مصرأصبحت فى ذيل دول العالم الصناعى بسبب ذلك الإسلوب العقيم فى التفكير , فإذا كانت قطع الغيار التى تعتمد عليها الصناعة تدار بذلك الإسلوب فاقرأوا الفاتحة على أى قرار سياسى مصرى لإن السياسة الناجحة هى محصلة إقتصاد قوى و صناعة منضبطة .
وأخيراً, هل لا يعرف مهندسوا شركة لوكهيد الأمريكية لصناعة الطائرات العمر الإفتراضى لكل قطعة تصنعها الشركة هناك؟..أم أن الواد بيموت قبل أبوه هناك أيضاً؟
عمرو عكاشة
الموضوعات المتعلقة
هشام الزيني يكتب : البنك المركزي والفرق الثلاثة
عمرو عكاشة يكتب : للتكنولوجيا وجه آخر
هشام الزيني يكتب: صعود. ترنح. سقوط
أسهل الطرق لشراء وبيع السيارات على الإنترنت
انتعاش سوق السيارات في مصر
إقبال المصريين على مواقع الإعلانات المبوبة
هشام الزيني يكتب : التجربة التركية والسويسرية
اسلام حويلة يكتب :كارت “الباشا”.. ترخيص بالقتل
محمد علي يكتب :هل تتخلص اسبيرانزا من الوهن وتعود بقوة الى السوق
صالح عبد المجيد يكتب : الشرطة عندنا وعندهمكلمات مفتاحية: عمرو عكاشة |
مقالات |
مقالات الرأي
كتب: admin
من قسم: مقالات الرأي
اسعار ومواصفات السيارات
البحث حسب الميزانية
البحث حسب الميزانية
البحث حسب الموديل
الأكثر مشاهدة
أخبار ذات صلة
الرئيس التنفيذي لرينو يكتب: كيف ننقذ صناعة السيارات الأوروبية؟
25 فبراير 2024 09:03 م
العودة للأعلى
أكثر الكلمات انتشاراً