هل انهارت اسطورة سعر ما بعد البيع في مصر مثلما يحدث في العالم؟

سوق السيارت المصري قبل 2019 شيء وبعد 2019 شيء آخر

“خليها تصدي” صنعت فارقا لا يمكن تجاهله .. و أسعار السيارات المستعملة تتراجع باستمرار

مصر من الدول القلائل التي ربما يزيد سعر اعادة البيع عن سعر السيارات الجديدة في احيان كثيرة ، فالطبيعي ان تجد اعلانا لسيارة مستعملة بسعر خيالي ، من الطبيعي ان تسمع عن سيارات فابريكا بالكامل مر عليها 20 سنة ، من الطبيعي ان تقرا "عربية راشة نظافة"، وغير ذلك من الجمل غير الطبيعية في اعلانات بيع السيارات في العالم.

ارفتاع اسعار السيارات الجديدة وارتفاع فوائد تقسيط السيارات ، وكذلك التأمين ورسوم الترخيص ، كان يدفع الكثير للبحث عن سيارة مستعملة " استخدام طبيب" أو استخدام "ربة منزل" ، باعتبار ان هاتين الطائفتين استخدامهم للسيارات "بالشوكة والسكينة" وهو ما يتنافى مع ابسط قواعد المنطق.

لكن دعنا نتفق أولا على ان سوق السيارات المصري قبل 2019 غير سوق السيارات بعدها تماما ، ولا يستطيع احد أن ينكر ما فعلته حملة "خليها تصدي" في احداث هذا التغيير ، فالجمارك ظلت تنخفض على السيارات الاوروبية لـ70% ولم يحدث تغيير في السوق ، لكن مع انخفاض الجمارك الـ30% الباقية (12% مرةواحدة) حدث التقارب الشديد في الأسعار بين الاوروبي والكوري والصيني والياباني ، فأصبحت المنافسة على أشدها ، وبات الوكلاء يعيدون تسعير سياراتهم عدة مرات خلال الشهر الواحد ، للنظر في امكانية حدوث تخفيض في الاسعار.

بل أصبح الضغط على الشركات الام مستمرا لمزيد من الدعم في الاسعار حتى يستطيع الوكيل التواجد والمنافسة في السوق ، وهو ما يحدث حاليا من انخفاضات متتالية في الأسعار ، جعلت اسعار السيارات المستعملة تتراجع بقوة ، والأمثلة واضحة للجميع ، فمن يعرض يظل عدة شهور حتى يبيع سيارته ، ويظل يخفض من سعرها مرة تلو الأخرى حتى يصل لمرحلة "عايز يخلص".

لم تعد الآن السيارات التاريخية في سعر اعادة البيع مثلما كانت من قبل ، فالآن أمامك سيارات جديدة تمتلأ بكماليات ورفاهية و"دلع" وبسعر منخفض ، فلماذا امتلك سيارة تفتقر لهذه الكماليات لمدة 3 سنوات حتى اجد ما دفعته فيها؟

الأمر تغير فعلا ، لم يعد يهم قطاعات كبيرة من المستهلكين قصة اعادة سعرالبيع ، اصبح الأمر الآن امتلاك سيارة بها مواصفات امان جيدة ومليئة بالكماليات والتجهيزات ، فحتى الدولار ينخفض باستمرار وبالتالي لا احد يعلم ما الذي سيحدث العام القادم في الاسعار.