ورقة بحثية . . شوارع مصر الجديدة تشكل خطر على المواطنين

نشرت مؤسسة ندي لطرق مصرية آمنة ورقة بحثية جديدة بخصوص الطرق في مصر وقالت أن مركز حلول للسياسات البديلة قدم في ورقته البحثية الجديدة بعنوان "طرق تشمل الجميع: إعادة النظر في تصميم شوارعنا"، تحليل للوضع الحالي للطرق في مصر، وتأثيره على المستخدمين المختلفين من مشاة وركاب دراجات ومواصلات عامة، في ظل هيمنة السيارات الخاصة على الشوارع.

وقالت المؤسسة أن من أهم مشاكل تخطيط الطرق والنقل في مصر هو اتخاذ القرارات بشكل مركزي دون إشراك السكان المحليين أو الالتفات لاحتياجاتهم. وفي مصر الجديدة على سبيل المثال، أدت أعمال توسيع الطرق وإنشاء كباري وشوارع جديدة لقطع أكثر من 96 فدان من المساحات الخضراء، أي ما يعادل أكثر من 50 ملعب كرة قدم، بالإضافة لتغيير جذري في شكل الشوارع وتحولها لطرق كبيرة وسريعة ليس بها مناطق عبور مشاة أو أنفاق أو حد أقصى لسرعة السيارات حسب تأكيد المؤسسة.

وقالت الورقة البحثية في خاتمتها أن الشـوارع ليســت مجــرد وســيلة للوصــول إلــى غايــة؛ فهــي مسـاحات مشـتركة ومفتوحـة وجـزء لا يتجـزأ مـن سـير الحيـاة اليوميـة. غيـر أن أغلبيـة الشـوارع فـي مصـر غيـر آمنـة ويصعـب الوصـول إليهـا، كمـا أنهـا غيـر مريحـة للمشـاة، إن كان أثنـاء عبورهـم أو الانتظـار فيهـا أو أثنـاء ركـوب الدراجـات الهوائيـة أو ممارسـة الأنشـطة الاجتماعيـة أو الأعمـال التجاريـة.

وأبـرزت الأدبيـات أن غيـاب الأرصفـة وعبـور المشـاة وعناصـر التظليـل الكافيـة وحـارات ركـوب الدراجـات الهوائية تحـد من خيارات السـفر النشـط وحركـة النقـل العـام فـي شـوارع مصـر. ومـع ارتفــاع معــدلات الإصابــات والوفيــات علــى الطــرق ) علــى الرغـم مـن أنهـا شـهدت انخفاضـا خـلال العقـد الماضـي(فضـلا عـن ارتفـاع الكثافـة المروريـة، يشـكل الشـارع مخاطـر وتحديـات أكثـر ممـا يتيـح فرصـا للمواطنيـن المصرييـن.

وجــاء المشــروع القومــي للطــرق، الــذي تــم إطلاقــه عــام 2014 ،بمثابـة اسـتجابة للازدحـام المـروري وحوادث الطرق. ومـن الواضـح أنهـ أعطـى الأولويـة لاحتياجـات السـيارات الخاصـة مـن خـلال ربـط المحافظـات والمـدن مـع بعضهـا بطـرق سـريعة وطـرق إقليميـة وتحسـين جـودة الطـرق وتوسـيع الشـوارع السـكنية فـي الضواحـي الحضريـة النابضـة بالحيـاة، مثــل مصــر الجديــدة، واســتهداف تقليــص مــدة الســفر باسـتخدام الكبـاري. ومـع ذلـك، فـإن هـذه السياسـات التـي تـم الاحتفـاء بهـا لـم تعتمـد نهجـا يركـز علـى البشـر وعليـه، فــإن ســلامة المشــاة وراكبــي الدراجــات الهوائيــة معرضــة لخطـر متزايـد.

عـلاوة علـى ذلـك، لا تـزال خدمـات النقـل العـام مـن وإلـى هـذه المـدن الجديـدة وداخلهـا غيـر كافيـة؛ فــرداءة الشــوارع، مــع انعــدام الاســتثمارات الكافيــة، تزيــد مـن خطـورة الطـرق التـي لـم تكـن مناسـبة، مـن الأسـاس، للمشـاة ومسـتخدمي النقـل العـام. ويواجــه قطــاع النقــل فــي مصــر تحديــات كثيــرة؛ إلا أن الورقـة البحثية هـذه تركـز علـى أوجـه القصـور المرتبطـة بإطـار الحوكمـة الحضريـة. وتتــم إدارة المــدن الجديــدة بطريقــة مختلفــة عــن المــدن القائمـة، حيـث تتولـى هيئـة المجتمعـات العمرانيـة الجديـدة بناءهــا وتطويرهــا. ويــؤدي وجــود إ ِ طــار مــزدوج ومــواز إلــى تفاقـم أوجـه القصـور فـي التنسـيق.

ويمكن قراء الدراسة أو الورقة البحثية بالكامل من خلال الرابط التالي : https://api-aps.aucegypt.edu/uploads/articlesAttachments/1606335119pdf%D8%B7%D8%B1%D9%82%20%D8%AA%D8%B4%D9%85%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9.pdf?fbclid=IwAR0wtYuQPoZAUQ5mGQG5hsqb8Cu44m3LSw4jzgOXISeO8R2fG9XXhmBG3G0