أزمة جديدة تضرب سوق السيارات.. ومخاوف من اشتعال «الأوفر برايس»

يبدو أن سوق السيارات بات على موعد مع الأزمات، خلال الفترة الماضية، لعل آخرها إعلان العديد من وكلاء العلامات التجارية في السوق المصرية عن وقف الحجز على بعض الطرازات، وهو الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول مدى تأثير ذلك على أسعار السيارات، خاصةً في ظل الانتشار غير المسبوق لظاهرة الأوفر برايس مؤخراً.

ويُعرف الأوفر برايس، بأنه زيادة سعرية غير رسمية يفرضها بعد الموزعين والتجار على أسعار السيارات التي تشهد نقصاً في السوق مقابل التسليم الفوري للعملاء بدلاً من الانتظار لأشهر طويلة في قوائم الانتظار الخاصة بالوكلاء.

ورغم محاربة الأجهزة الرقابية لظاهرة الأوفر برايس، والمحاولات المستمرة للتصدي لها، وفي مقدمتها جهازي "حماية المستهلك"، و"حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية"، إلا أن هذه الظاهرة السلبية تواصل انتشارها وسط توقعات بمزيد من الزيادات مع تأجيل التسليمات وغلق باب الحجز على بعض الموديلات.

زيادات رسمية وغير رسمية

ويرى عماد عبدالمجيد، عضو مجلس إدارة رابطة تجار السيارات، أن نقص المعروض في سوق السيارات للعديد من الطرازات، أشعل ظاهرة الأوفر برايس بشكل كبير، مضيفاً أن السبب الرئيسي في النقص الحالي من السيارات، يرجع إلى نقص أشباه الموصلات العالمية أو مايعرف باسم “الرقائق الإلكترونية”، التي أثرت على حجم إنتاج مصانع السيارات حول العالم، بالإضافة إلى ارتباك حركة الشحن بين الدول بسبب ظروف جائحة كورونا.

وأكد عضو مجلس إدارة رابطة تجار السيارات، أن إعلان العديد من الوكلاء مؤخرا عن وقف الحجز على بعض الطرازات حتى آخر العام نتيجة نقص الحصص الاستيرادية الخاصة بهم، مع استمرار أزمة الرقائق الإلكترونية، سوف يؤدي إلى مزيد من الارتباك في سوق السيارات.

وأشار "عبدالمجيد"، إلى أنه بخلاف الأوفر برايس غير الرسمي، فإن شهري مايو الماضي ويونيو الجاري، قد شهدا زيادات رسمية من وكلاء السيارات طالت نحو 15 طرازاً.

البدائل المتاحة والسيارات المستعملة

من جانبه حذر محمود حماد، رئيس قطاع المستعمل برابطة تجار السيارات، العملاء المقبلين على الشراء بالامتناع عن دفع أي مبالغ إضافية على أسعار السيارات تحت مسمى "الأوفر برايس".

وطالب "حماد"، العملاء بالبحث عن البدائل المتاحة في نفس الفئات السعرية، مضيفاً أن السوق مقبل على أزمة كبيرة مع إعلان الوكلاء عن وقف الحجز على عدد من السيارات.

ولفت رئيس قطاع المستعل برابطة تجار السيارات، إلى أن سوق السيارات المستعملة تأثر أيضاً بحالة الارتباك التي أصابت "الزيرو".

وأضاف "حماد":"العميل الذي كان يرغب في استبدال سيارته المستعملة بأخرى جديدة، قام بتأجيل هذه الخطوة لحين استقرار السوق وانتهاء الأوفر برايس وتوافر المعروض من الطرازات الجديدة، وبالتالي أصبح المعروض من السيارات المستعملة هو الآخر يعاني من ندرة كبيرة".

وأوضح أن العثور على سيارة "كسر زيرو"، مستعملة بحالة جيدة وبسعر مناسب، أصبح أمراً غاية في الصعوبة.