كريم نجار عن أزمة قطاع السيارات : ننتظر رد المسؤولين على مقترح "الكوتة" الشهر القادم

لن يتم انتاج سيارة تعمل بالبنزين في اوروبا بحلول 2030 ولن يتم السماح للشركات بالانتاج في قارات اخرى

السيارات الكهربائية اصبحت واقعا يجب ان نكون جزء منه وعلينا البدء فورا

استراتيجية السيارات بصورتها الحالية ممتازة ولأول مرة لا يحاول احد اختراع " الذرّة "

بدون سوق كبير للمبيعات ستقل فرص الاستثمار في القطاع وعلى الدولة دعم صناعة المكونات بشكل كبير

اذا اردت ان تفهم جيدا ما يحدث وما سوف يحدث في قطاع السيارات عليك الاستماع جيدا لأحد أهم اللاعبين في سوق السيارات المصري ، كريم نجار المسؤول عن 6 توكيلات اوروبية عريقة في مصر والاكثر احترافية وفهما للقطاع يتحدث لـ”مارشدير” حول مستقبل سوق السيارات في مصر

استراتيجية السيارات

وصف كريم نجار استراتيجية السيارات بالممتازة ، وقال : لأول مرة تخرج الاستراتيجية متواكبة مع العصر ، لم يحاول احد اختراع الذرة كما كان يحدث سابقا، استمع القائمون على جميع الآراء من مختلف التخصصات وكان المنتج عالي الجودة ، استراتيجية لا تقل عن مثيلاتها في الدول التي حققت نجاحا كبيرا في صناعة السيارات مثل البرازيل وجنوب افريقيا لكن الخطوة القادمة هي الأصعب ، فلا بد ان يكون القائمين على تنفيذها لديهم الارادة الحقيقية والتصميم لانجاح المنظومة ، يجب ان تصدر القرارات المنفذة للاستراتيجية بدون خوف أو ايدي مرتعشة ، يجب ان تكون سياسة ممتدة وصلبة، حتى لم تغير المسؤولين تظل الاستراتيجية بدون تغيير او تحريف لضمان النجاح.

السيارات الكهربائية

تحدث كريم بعمق وادراك لما هو آت ، حيث ان محركات الاحتراق الداخلي للسيارات في طريقها للزوال نهائيا يجب ان نرى الصورة الشاملة لصناعة السيارات في العالم ، بصفتي وكيلا لـ6 علامات اوروبية حضرت العديد من المؤتمرات والاجتماعات ، وقرأت الابحاث والدراسات وجميعها تصب في اتجاه واحد ، لن يكون هناك انتاج لأي محرك يعمل بالديزل او البنزين في اوروبا بحلول عام 2030 ، قولا واحدا لن يتم استثناء احد من هذا القرار ، السيارات الكهربائية فقط سيتم انتاجها في اوروبا.

معنى ذلك ان خطوط الانتاج المستخدمة حاليا وحتى عام 203 سيتم الاستغناء عنها ، والبعض اقترح فكرة حصول الشركات المصرية على خطوط انتاج السيارات من المصانع الاوروبية واعادة تشغيلها في مصانع في مصر مثلا. الأمر ليس بهذه السهولة ، التخوف ان قرارا يصدر عن الاتحاد الاوروبي أو من مؤتمر المناخ في شرم الشيخ او من مؤتمر المناخ الذي يليه وحتى عام 2030، يؤكد وقف انتاج محركات الاحتراق الداخلي (ديزل وبنزين) ليس في اوروبا فقط ، وانما يشمل جميع المصانع في العالم.

لن يكون من المنطقى ان مجموعة فولكسفاجن تقوم بايقاف انتاج مجركات الديزل في اوروبا وتقوم بانتاجها في قارات اخرى، لن يتم السماح للكيانات الصناعية الكبرى ، وبالتالي مصنع فولكسفاجن او بيجو او غيرهما القائم في الصين او جنوب افريقيا او البرازيل لن ينتج سوى السيارات الكهربائية، نحن نعيش في عالم واحد وكوكب واحد ، لا يوجد احد بمعزل عن العالم الآن ، فلا يمكن ان نقلل الانبعاثات الضارة في اوروبا ونسمح بها في قارات اخرى مثل اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية !

التخوف يأتي من هنا .. ومن خلال خبرتي التي تزيد عن 30 عاما من التعامل مع الشركات الاوروبية أؤكد ان هذا ما سوف يحدث.

مستقبل الصناعة في مصر

انتقل كريم نجار للحديث عن السوق المصري والفرص المتاحة للتصنيع ، فقال ، مصر دولة عضو في معاهدة باريس وتستضيف مؤتمر المناخ هذا العام، وسوف توقع على اتفاقية شرم الشيخ المقبلة أو أي معاهدات دولية حتى 2030 ، مصر دولة كبيرة ولا يمكن ان تخرج خارج الاطار الدولي وتطلب استثناءات أو اعفاءات أو شيء من هذا القبيل ، وبالتالي ، الحل من وجهة نظرى البدء السريع والعاجل في عملية التصنيع الخاصة بالسيارات الكهربائية ، لدينا مدن جديدة على احدث طراز واعلى تكنولوجيا ، لدينا العاصمة الادارية الجديدة ، ونخطط لاستضافة كاس العالم والاوليمبياد ، لماذا لا نبدا من اليوم بوضع تصور ومخطط استراتيجي لتصبح مصر كيان منتج لانتاج سيارات الكهرباء ، بدلا من البحث عن خطوط انتاج قديمة لسيارات ستنتهي من الوجود خلال السنوات العشرة المقبلة ، ووقتها سنبدأ بالحديث عن صناعة سيارات كهربائية وستضيع سنوات كثيرة وتكون الفرصة اصبحت منعدمة أو ضعيفة.

مقومات صناعة السيارات

كريم وضع بعض المقومات اللازمة للبدء في مخطط التصنيع في مصر ، حيث أكد انه يجب ان يكون لدينا الاساس لهذه الصناعة ، يجب ان نمتلك صناعة مكونات ذات جودة كبيرة ، يجب ان تقوم الدولة بدعم المصانع الصغيرة والوقوف بجانبها حتى تصبح مصانع كبيرة لها انتاج عالمي تقوم بالتصدير.

يجب ان يكون الاهتمام اكبر بالتعليم الفني ، بدأنا بانشاء مدرسة فلوكسفاجن الفنية لتعليم الشباب وتخريج كوادر وعمالة قادرة على العمل في هذه المصانع ، نقوم بتدريب وتعليم الشباب لذلك ،وغيرنا أيضا اقام مدارس مشابهة ، لكن يجب ان تنتشر بصورة اكبر . هذه المدارس ستأخذ وقتا لكنها ستخلق كوادر فنية مؤهلة على اعلى مستوى وايضا الاستثمار في هذه المدارس مربح من الناحية المادية يجب ان ينمو السوق المصري.

لا يصح ان نكون في طريقنا لبلوغ الهدف المنشود ثم نتراجع، السوق بدأ في النمو وصلنا الى 100 الف ثم 200 الف وبلغنا 300 الف سيارة حجم مبيعات في السنة، وكنا في طريقنا للوصول بالسوق الى 600 الف سيارة سنويا ، لكننا تراجعنا هذا العام الى 150 الف بسبب مشاكل العملة وغيرها وبالتالي صناعة السيارات ستتأثر والسوق سينكمش وبالتالي نظرة المستثمر الذي قمنا بالتفاوض معه ستتغير، ما الذي سيجذب شركة اوروبية او غيرها في الاستثمار في سوق مبيعاته 150 الف سيارة سنويا ، يجب على الاقل ان نصل الى 600 الف سيارة ،لكي تكون هناك نظرة مستقبيلة ايجابية للسوق المصري،حتى يأتي المستثمر ويقيم صناعة حقيقية.

مصر وأفريقيا

افريقيا تمتلك فرصا واعدة ، منظمة AAAM الافريقية المعنية بصناعة السيارات في القارة السمراء ، تحاول بقوة الوصول الى اتفاق بين الدول الافريقية لانتاج المكونات بصورة تكاملية ، بمعنى ان مصر تصنع جزءا من السيارة ونيجيريا جزء اخر والمغرب جزء ثالث وهكذا ، يكون هناك تنسيق بين البلدان ومعاهدات تجارية تضمن تسهيل عملية الانتاج والتصنيع بسلاسة بعيدا عن رؤية كل دولة على حدا ورغبتها في تصنيع السيارة بالكامل عندها ،يجب ان يكون هناك تفاهم وتنسيق وفي النهاية الجميع سيخرج بمكسب.

ازمة سوق السيارات الحالية

الازمة سيئة جدا على قطاع السيارات ، لدينا سيارات تم انتاجها بالفعل من المصانع ولا نستطيع استيرادها قدمنا مقترحا للبنك المركزي للتعامل مع ازمة نقص الدولار لقطاع السيارات ، مقترح "الكوتة" ، مثلا شركة كيان حققت مبيعات كذا العام الماضي ، يتم تحديد عدد السنة القادمة بنصف حجم مبيعاتهاة، وهكذا مع كل شركة عاملة في السوق المصري ، وبالتالي كشركة استطيع وضع خطط السنة القادمة ، تكون لدينا رؤية واضحة استطيع من خلالها التعاقد مع المصنع بكميات محددة ، نتحدث مع الموزعين المعتمدين في حصصهم ، نتعاون مع جهاز حماية المستهلك في ضبط الاسعار المعلنة وهكذا، وحصلنا على وعد من المسؤولين بالرد على المقترح بداية الشهر القادم ونأمل ان يتحسن الوضع الاقتصادي لمصر