بلومبرغ : الطلب على النفط يظل قويًا رغم نمو السيارات الكهربائية

من المتوقع أن تشهد المركبات الكهربائية نموًا مذهلًا، حيث يرى حوالي 48% من المشاركين في استطلاع للرأي أجرته "بلومبرغ إنتلجنس" أن هذه المركبات ستشكل نصف مبيعات السيارات عالميًا بحلول عام 2035، إن لم يكن قبل ذلك ، غم هذه التوقعات المتفائلة للمركبات الكهربائية، يظن معظم المستطلعين أن ذروة الطلب على النفط لن تحدث خلال هذا العقد، مع احتمالية تقلص الإنفاق من قبل كبريات شركات النفط الأوروبية على مبادرات تحول الطاقة.

ورغم أن الغالبية ترى أن ذروة الطلب على النفط قد لا تأتي حتى بعد عام 2030، إلا أن هناك توقعات بأن تدابير تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، بما في ذلك الاعتماد على المركبات الهجينة، قد تكتسب زخمًا في الفترة القادمة. يعتقد حوالي 27% من المشاركين أن المركبة الكهربائية ستكون اختيارهم التالي للسيارة.

وكالة الطاقة الدولية حددت، لأول مرة في أكتوبر الماضي، أن الطلب العالمي على النفط قد يصل إلى ذروته في هذا العقد، وذلك بفضل الزيادة في شعبية المركبات الكهربائية والتباطؤ الاقتصادي في الصين. ومع ذلك، قد يثبت الزمن أن هذه التوقعات خاطئة، كما صرح الأمين العام لمنظمة "أوبك" هيثم الغيص، مقارنةً بالتكهنات السابقة حول ذروة العرض.

نحو نصف المستطلعين يتوقعون أن المركبات الكهربائية ستشكل 50% من مبيعات السيارات الجديدة بحلول عام 2035 أو حتى قبل ذلك، بينما يعتقد 17% منهم أن هذه النسبة قد تُحقق أسرع مما نتصور، ربما بحلول عام 2030،و يدعم هذا التوجه الارتفاع الكبير في مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة، الذي يُعزى إلى الدعم الحكومي وتنوع الموديلات المعروضة من كبرى شركات السيارات.

على الجانب الآخر، تظهر التوقعات تراجعًا في الإنفاق من قبل كبرى شركات الطاقة في أوروبا على الطاقة النظيفة، مع تقدير حوالي 40% من المشاركين بأن هذا الإنفاق لن يتجاوز نسبة 50% من إجمالي نفقاتها الاستثمارية السنوية. هذا يشير إلى تغيير كبير في وجهات نظر المتعاملين بسوق الطاقة ويعكس التعديلات الاستراتيجية لشركات مثل "شل" و"بي بي".
ومع ذلك، يُشير التحليل إلى أن الإنفاق على تحول الطاقة قد يتجاوز نسبة 20% من النفقات الرأسمالية السنوية بحلول عام 2024، مع زيادة الإنفاق العالمي على الطاقة النظيفة بنسبة 17% في عام 2023، ليصل إلى 1.8 تريليون دولار، ما يؤكد التزام العالم بمستقبل أكثر استدامة.