شركات السيارات العالمية تسعى لإقامة شراكات مع الشركات الصينية لتعزيز حضورها

هذا العام، شهد معرض بكين للسيارات حضوراً بارزاً لشركات صناعة السيارات العالمية مثل "فولكس فاجن" و"تويوتا"، وذلك بهدف مواكبة الريادة التي تتمتع بها الشركات الصينية في قطاع السيارات الكهربائية والتي تهيمن على أكبر سوق سيارات في العالم.

أفاد التنفيذيون في الصناعة بأن المعرض، الذي انطلق هذا الأسبوع، كشف عن تغير كبير في استراتيجيات بعض شركات صناعة السيارات الأجنبية. فبعد أن لفتت "BYD" وغيرها من الشركات الصينية الانتباه في معرض شنغهاي العام الماضي بابتكاراتها، باتت الشركات الأجنبية تسعى حثيثاً لإقامة شراكات مع نظيراتها الصينية وتوقيع اتفاقيات جديدة.

"تويوتا" و"فولكس فاجن" تبرمان شراكات استراتيجية مع شركات تكنولوجيا صينية

وبرزت الشركات الأوروبية واليابانية كأكثر الشركات نشاطًا، وفقًا لتقرير "رويترز". "تويوتا موتور"، على سبيل المثال، أعلنت عن تعاون مع عملاق الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي الصيني "تنسنت" في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، بينما قدمت "فولكس فاجن" شراكتها مع شركة السيارات الكهربائية الصينية الصاعدة "XPeng".

"رينو" و"نيسان" يتجهان نحو استكشاف تقنيات السيارات الذكية والكهربائية مع شركات صينية.
 

تحدث مسؤول تنفيذي من "رينو" يوم الجمعة عن "محادثات محورية" أجراها مع شركتي "Li Auto" لتصنيع السيارات الكهربائية و"Xiaomi" لصناعة الهواتف الذكية، والتي قدمت مؤخرًا سيارتها الأولى، لاستكشاف التقنيات المتقدمة في السيارات الكهربائية والمركبات الذكية. في الوقت نفسه، أعلنت نيسان عن شراكة مع شركة التكنولوجيا الصينية "بايدو" للبحث في مجالات الذكاء الاصطناعي والسيارات الذكية.

وأثناء زيارته للمعرض، زار ماكوتو أوشيدا، الرئيس التنفيذي لنيسان، عدة أجنحة بما في ذلك جناح شركة "هواوي" العملاقة للتكنولوجيا، التي تحولت إلى مورد رئيسي للمكونات الأساسية للسيارات.

شراكات تكنولوجية وتوطين الإنتاج: مستقبل السيارات في الصين يشكل الاتجاهات العالمية.

وفي حديثه عن جهود الشركات الأوروبية، أشار بوب بوش، نائب الرئيس الأول للمبيعات العالمية بشركة مقرها شنغهاي، إلى أن الزيادة في حضور الإدارة العليا لزيارة جناح "Hesai Technology"، مورد تكنولوجيا الاستشعار "LIDAR"، كانت ملحوظة هذا العام. وأكد بوش أن هناك رغبة قوية في إيجاد شركاء لسد الفجوات التكنولوجية. "جاءوا مستعدين بخطط وأهداف واضحة".

وبينما كانت العلامات التجارية الأجنبية تهيمن على سوق السيارات في الصين منذ التسعينيات، فقد بدأت نسبتها في السوق تتراجع مؤخرًا، حيث انخفضت حصة هذه العلامات من 57% إلى 48% خلال عامين فقط، وفقًا للجمعية الصينية لمصنعي السيارات.

بينما تسعى شركات مثل "فولكس فاجن" و"مرسيدس" إلى تعزيز جهودها لتوطين الإنتاج وتوسيع الشراكات المحلية، تستكشف شركات صناعة السيارات الألمانية استراتيجيات تسويقية جديدة لجذب الجمهور الصيني، بما في ذلك التعاون مع المؤثرين في مجال السيارات لترويج النماذج والتقنيات الجديدة.

في الوقت نفسه، تستمر "تويوتا" في تعزيز وجودها في السوق الصينية، حيث كشفت النقاب عن تقنيات جديدة من "تنسنت" ستدمجها في سياراتها المصنعة محليًا، مؤكدة على أهمية الشراكة الجديدة مع عملاق التكنولوجيا الصيني في تطوير منتجات وخدمات أقرب إلى المستهلكين.