المدير الإقليمي لأكبر شركة اطارات : 2017 عام انتقالي ونحاول تقليل الخسائر

قطاع الإطارات في مصر ليس بعيد عما يتعرض له قطاع السيارات في السوق المحلي وكافة القطاعات الأخرى من ظروف اقتصادية استثنائية ، فبين رغبة الشركات في ضخ مزيد من الاستثمارات وتطوير الأعمال وبين ارتباك واضح في المناخ الاقتصادي من تقلبات سوق الصرف وانتظار لقوانين هامة تخص مجال الصناعة والاستثمار، تجد العديد من الشركات والمؤسسات الكبرى نفسها في موقفا تحسد عليه.

"مارشدير" التقت بالمسؤول الأول عن شركة بريللي في مصر- احدى كبريات الشركات العاملة والمصنعة في قطاع السيارات- وداخل مكتبه بالقرية الذكية أجرينا حوارا مع يونس علوي المدير التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة بيريللي مصر ..

عام 2016 لم يكن عامًا هينًا على المستثمرين في مصر.. فكيف واجهتهم في بيريللي الأوضاع في العام الماضي ورؤيتكم للمبيعات فيه ؟

حجم السوق في عام 2016 كان جيد ، والطلب كان موجود بشكل غير عادي، لكن المشكلة أن سوق الصرف أثر على استيراد السيارات، وكذلك إطارات السيارات الملاكي، وتعويم الجنيه وان كان مهم وضروري ، لكنه أثر على الكثير من الأعمال ومنها تجارة الإطارات ، التى تراجع معدلها ولم يزد السوق بنفس المستوى الذى كنا نتوقعه له في السنوات الماضية.

كيف ترون عام 2017 وهل ستزداد مستويات الأسعار خلاله أكثر من 2016 ؟

عام 2017 يعتبر عام انتقالي ، والمشكلة أن غالبية شركات الاطارات في مصر تعتمد على الاستيراد ، سواء استيراد المنتجات بالكامل أو استيراد المواد الخام للصناعة المحلية ، فنحن نستورد لمصنعنا ما نسبته 70% من الخامات من الخارج لعدم توافرها في مصر، رغم أننا نقوم بأقصي جهد للتعامل من خلال موارد الدولة ولكن نضطر للاستيراد من الخارج لعدم توفر المطاط، أما إطارات السيارات الملاكي، فنقوم باستيرادها بالكامل من الخارج من مصانع بيريللي العالمية ، وتأثير العملة كبير في كلتا الحالتين والتكلفة أصبحت أضعاف ما كانت عليه، بجانب التضخم في البلد وارتفاع أسعار الوقود، كلها عوامل أثرت على ارتفاع تكلفة الإطارات، ولو كنا شركة غير مسئولة لرفعنا الأسعار بما يتناسب مع هذه التكلفة، ووقتها ستكون الأسعار غير طبيعية.

وما هي الخطة الاستراتيجية لعملكم في مصر في 2017 وفرصة انشاء مصنع لإطارات الملاكي ؟

في عام 2017 نحاول تقليل الخسائر التي حدثت في عام 2016 وأمامنا 3 طرق يمكن تناولهم وهم:

1- الاستثمار في المصنع الموجود : وهو ما يتطلب زيادة حجم المصنع ، وهو أمر يحتاج لدراسات ، خاصة أننا في ظل وقت انتقالي صعب ورؤية غير واضحة، ونقوم بضخ أموال كثيرة لشراء المواد الخام دون تحميل التكلفة على المستهلك ، كما أن اختلاف قيمة الدولار وتذبذبه أمر يحتاج لاستقرار، حتى يمكن للمستثمرين وضع طريق واضح ، بجانب صدور قانون الاستثمار لتوضيح الرؤي في السوق ، كما يحتاج الأمر لتساهل من الدولة في الأمور الإجرائية الخاصة بصدور الرخص والحوافز ، وعندما تتضح كل هذه الأمور يمكن لنا أن نتخذ قرار بزيادة حجم المصنع.

2- فكرة انشاء مصنع إطارات للسيارات الملاكي: هذه الخطوة درسناها في الماضي عندما كانت هناك ارادة لانشاء مصنع لإطارات الملاكي في مصر في عام 2009 ، لكن الظروف وقتها لم تسمح بحدوث ذلك ، وقمنا بعمل المصنع في مكان آخر، والأفضل لبرليللي حاليًا زيادة حجم الانتاج في مصنعنا للملاكي في رومانيا على أن نقيم مصنع جديد في مصر، خاصة أن سوق اطارات الملاكي في مصر قليل ويشمل 3 مليون إطار فقط.

3- الاستثمار في مراكز الخدمة: وهو أمر نحن مستمرين فيه ونعمل على افتتاح ما بين 8 و10 مراكز للملاكي في كل عام ، وما بين 3 و4 مراكز للنقل والأتوبيس ، ولدينا حاليًا 60 مركز لإطارات الملاكي و10 لإطارات النقل وليس كلهم ملك لبريللي ولكن لها ولشركائها في العمل.

لماذا تركزون علي إطارات النقل الثقيل بهذه الصورة أكثر من الملاكي في مصر ؟

النقل الثقيل بمختلف أنواعه قد يعتبره البعض شيء غير مهم ولكنه في الواقع مهم للغاية، وهو أساس حركة الاقتصاد ، لأن كل شيء يعتمد عليه، خاصة أن مصر تعتمد على النقل البري، بينما باقي أنواع النقل الاخرى ليست شائعة ، وبجانب النقل هناك الأتوبيسات وكلا القطاعين مهمين جدًا بالنسبة لنا، وحاولنا أن نقترب من المستهلكين في كل مكان، وسعينا لتحسين خدماتنا ، كما أننا لا نرغب في رؤية أحد العملاء متعطل على جانب الطريق، ولا يجد المساعدة، فقربنا مراكز الخدمة لهم في كل مكان.

ماذا عن حجم الانتاج من الإطارات الذي يخرج من مصنع الشركة ؟

بالنسبة للاطارات، ننتج مليون اطار للسيارات النقل، نصفهم يقدم في السوق المحلي، والنصف الآخر يتم تصديره للخارج ، لدول افريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. ونحن رواد في صناعة اطارات النقل في مصر، و بالنسبة للاطارات الملاكي فنحن من رواد السوق المحلي.

هل تقومون بتوفير خدمة للصيانة المتنقلة في السوق المحلي؟

نسعي لتوفير الخدمة المتنقلة و نحاول جعلها اكثر انتشارا بمعايير دقيقة و مستوي يرضي عملائنا و لكن نواجة بعض العراقيل وهي عدم وجود الشريك الذي يمكن أن يستوعب المعايير التي نبحث عنها، بجانب الحاجة لتدريب كبير للعمالة. كما نسعى في مصر بشكل متواصل لتحسين أعمالنا وتقديم أفكار جديدة والاقتراب من المعايير الأوروبية والأمريكية، ولكن مع الاحتفاظ بخصوصية المستهلك المصري، وبيريللي تقدم بشكل مستمر أفكار جديدة لنرضي المستهلك ونوافق توقعاته.

هل تختلف مواصفات الإطارات التي تقدمونها في السوق المصري عن باقي الدول ؟

بيريللي تقدم إطارات تناسب كل الطرق، وتشمل إطارات شتوية، وهي مخصصة للبلاد الباردة وأخرى صيفية مناسبة لكل الأسواق ومنها مصر وجنوب أفريقيا وتركيا ، وهذه الاطارات تأتي بمواصفات واحدة لأنها يجب أن تتوافق مع كل السيارات، ولا يجب أن تختلف من سوق لآخر، وبالنسبة لنا، فبريللي الشركة الوحيدة التي لو جاء أحد بإطار من خارج مصر، فالضمان والصيانة لدينا.

ما أهم المشكلات والعراقيل التي تواجه مناخ الاستثمار في مصر في رأيكم ؟

ما يحتاجه القطاع الاقتصادي بشكل عام ونحن جزء منه ، هو أن يوفر قانون الاستثمار حوافز لجذب المستثمرين ، كما يجب أن يتم توفير نظام الشباك الواحد ليكون في صالح المستثمرين والمهم السرعة ، وهذا النظام يوفر علينا الانتهاء من الأوراق بسرعة فما ننتهي منه في عام ينتهي في شهر فقط ، وهذا ضروري للاستثمار خاصة أن الميزانية لو تأخر صرفها في المشروعات والتحديثات المطلوبة يتم نقلها لخانات أخرى، نحن في حاجة لخدمة الشباك الواحد والسرعة في كل شيء وقانون الاستثمار بحوافز للمستثمرين مع وجود من يتخذ القرارات بشكل جريء ولا يخاف من اتخاذها بجانب تبسيط الاجراءات ونزاهة القوانين.

ما هي العوامل المساعدة التي تحتاجها شركة مثل بيريللي للاستثمار بصورة آمنة وقوية ؟

نحتاج لعمالة مدربة، وتوفر الاستقرار بصورة كبيرة، فتغيير القوانين بصورة مستمرة يعتبر مشكلة، ويجب أن ندرس ونفهم القوانين الجديدة حتى يمكننا تطبيقها بصورة صحيحة، والمشكلة أن القانون يصدر ويطبق في نفس اليوم دون فترة سماح لدراسته للتوافق مع متطلباته، وأنا في مصر منذ 3 سنوات وكل يوم أجد شيء جديد غير متوقع، وهو أمر يعني ضرورة توفر الاستقرار للسماح بمناخ استثمار ثابت.

وماذا عن الأسعار في الوقت الحالي ؟

المواد الخام ارتفعت أسعارها خاصة المطاط الذي ارتفع بقيمة 20%، بجانب ارتفاع الدولار من الأساس ووصوله الى 19 جنيه تقريبًا، وهو ما أدي لزيادة التكلفة علينا بجانب التضخم في البلد، ورغم ذلك فلا يوجد لدينا انتاج فائض ونحاول منع حدوث زيادات فجائية كبيرة.

حدثنا عن جوانب المسئولية الاجتماعية التي تهتمون بها، ودوركم في سباقات السيارات المحلية؟

المسئولية الاجتماعية لدينا مبتكرة خاصة بعد الثورة، ففكرنا في مساعدة البلد على تطوير البيئة والحفاظ عليها، وقمنا بعمل مسابقت في القري حول كيفية استغلال مخلفات الشركة لتحسين البيئة، كما نوفر تدريب لبعض الطلاب في مصر لتطوير قدرة العمالة، أيضا نرعى مركز القيادة الآمنة الذي يعتبر المركز الأهم في الاختبارات لمصر، خاصة أنه يتوافق مع المعايير العالمية بجانب توفير جوانب الأمان للسائقين، وحول سباقات السيارات في مصر أكد عدم مشاركتهم فيها بسبب نقص عناصر الأمان في هذه السباقات.

ظهرت آلاف الابتكارات في عالم السيارات، فكيف واكبت صناعة الإطارات ذلك؟

تعتبر بيريللي المورد الرئيسي لسباقات الفورميلا 1، وتقدم في كل السيارات المتطورة، وبالنسبة لمراكز الخدمة يتم تحسين وتوسيع مراكز الخدمة وتطويرها وتوفير أماكن راحة للعملاء بها خدمات ترفيه عديدة، كما أن لدينا الكثير من الابتكارات في الشركة مثل ابتكار يقيس درجة الحرارة ولكن وجدنا صعوبة في تسويقه تجاريًا، والابتكار لوحده لا يكفي، المهم خفض التكلفة ليكون الابتكار في متناول الجميع، ولدينا الكثير من الابتكارات بالفعل ولكن ظروف السوق لا تسمح بتطبيقها، وسعت الشركة لتوفير ابتكارات رقمية ترتبط بجوانب السلامة بصورة رئيسية، مثل امكانية تحرك السيارة على الاطار لو أصيب بثقب، بجانب عمل الشركة على أمور أخرى تتعلق بالكبح مع توفير معلومات في كمبيوتر السيارة عن الاطارات وضغطها وغيرها من الأمور التقنية.

هل تحاولون تقديم حملات توعية خاصة بالإطارات ومدى علاقتها بحوادث الطرق؟

مشكلة شركات الاطارات في مصر أن كل شركة تعمل وحدها، ومن المفترض أن يجتمع الكل معًا للتوعية بالاطار وأهميته وضرورة أن يكون بجودة عالية لتقليل الحوادث، والمشكلة محليا أن المعايير الخاصة بالاطارات ليست كاملة وتدخل الكثير من الاطارات أقل من المطلوب، كما توجد مشكلات كذلك في تطبيق المعايير الموجودة على الاطارات، ويجب أن يكون هناك رقابة أقوى لضبط مواصفاتها، وهذه المواصفات تحتاج لضبط وتحسين في عملية التطبيق.

هل تواجهون مشكلات تتعلق بالتهريب أو ظهور إطارات مقلدة؟

وجدنا في السابق اطارات بيريللي مزورة وعليها كلمة صنع في مصر ولكنها مكتوبة بشكل خاطئ، وقدمنا وقتها شكوى لحماية المستهلك، ويجب أن يتم توفير توعية كاملة للمستهلك بأهمية الاطار وتوفير رقابة قوية وفحص مستمر للسيارات واطاراتها علي غرار ما يحدث في ماليزيا، وأشجع الدولة على تقديم قانون لفحص السيارات بصورة مستمرة وليس وقت الترخيص والتجديد فقط، وأن يتم الفحص للسيارات ليس من قبل الدولة ولكن من طرف ثالث متمثل في شركات خاصة.