العالم يتخلص من البنزين المحتوي على الرصاص مع وقف استخدامه بالجزائر

الرصاص تسبب في أضرار كبيرة بوجوده في البنزين

تخلص العالم أخيرًا من البنزين المحتوي على الرصاص والذي كان سببًا رئيسيًا لمشاكل الصحة العامة في البلدان النامية ، ولا سيما في إفريقيا. وفي 30 أغسطس ، أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الجزائر ، آخر دولة على وجه الأرض تستخدم البنزين المحتوي على الرصاص في السيارات ، توقفت عن إنتاجه في وقت سابق من هذا العام واستنفدت إمداداتها الأخيرة في يوليو.

حملة دامت 19 عام للتخلص من الرصاص في البنزين

ويختتم الإعلان حملة دامت 19 عامًا من قبل الأمم المتحدة لإنهاء الاستهلاك العالمي للوقود السام في السيارات والشاحنات. وترتبط الانبعاثات من البنزين المحتوي على الرصاص بأمراض القلب ، وانخفاض الوظائف الإدراكية ، والسكتة الدماغية ، والسرطان ، والقضايا الصحية الأخرى ، وتلوث المياه والهواء. ويقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن التخلص التدريجي العالمي قد وفر 2.44 تريليون دولار سنويًا من خلال تحسين الصحة وخفض معدلات الجريمة ومنع أكثر من 1.2 مليون حالة وفاة مبكرة.

التخلص التدريجي من الغاز المحتوي على الرصاص

وفي السبعينيات ، احتوى كل البنزين على الأرض تقريبًا على الرصاص. وتمت إضافته إلى النفط الخام في عملية التكرير لأنها عززت محركات السيارات ، مما جعلها تعمل بشكل أقوى. ولكن في النهاية ، يؤدي الرصاص المتراكم إلى مشاكل صحية . ونتيجة لذلك ، بدأت الحكومات في التخلص التدريجي منه. وكانت اليابان أول من حظر استخدام البنزين المحتوي على الرصاص في عام 1980 ؛ وحذت الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية حذوها في التسعينيات. وبحلول عام 2000 ، تخلصت الهند والصين منه تدريجياً.

بعض الدول بسبب الحرب استمرت في تقديم البنزين بالرصاص

ومع ذلك ، كان الرصاص لا يزال في الوقود في عدد قليل من البلدان ، بما في ذلك في أفريقيا والشرق الأوسط ، ولا سيما أفغانستان والعراق واليمن وكوريا الشمالية وميانمار والجزائر. وقال روب دي جونج ، رئيس وحدة النقل المستدام في برنامج الأمم المتحدة للبيئة ، أن ذلك لسببين رئيسيين. أولاً ، كانت دول مثل العراق واليمن وأفغانستان في حالة حرب. وأشار "بالطبع ، ليس من السهل العمل في هذه البلدان ، ولديهم أولويات أخرى. ثانياً ، الرشوة: في بعض هذه البلدان ، تم رشوة المسؤولين من قبل الصناعات الكيماوية التي كانت تنتج هذه المواد المضافة. وقد تم رشوتهم لشراء مخزونات كبيرة .

افريقيا تخلصت من البنزين المحتوي على الرصاص

وفي عام 2002 ، نظم برنامج الأمم المتحدة للبيئة تحالفًا ضم الحكومات الأفريقية وشركات النفط لتشجيع التخلص التدريجي من البنزين المحتوي على الرصاص. ونتيجة لذلك ، بحلول عام 2006 ، تم التخلص التدريجي من الرصاص بالكامل من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، وبحلول عام 2014 لم يكن موجودًا إلا في أفغانستان والعراق واليمن وميانمار وكوريا الشمالية والجزائر.

تحديات سياسية

وأشارت جين أكومو ، التي تقود برامج التنقل النظيف في إفريقيا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ، إلى أنه في حين أن التحديات السياسية جعلت تلك البلدان من الصعب أن تحذو حذوها ، فقد فعلت ذلك في النهاية.

خطط مستقبلية

ووفقًا لـ أكومو ، فإن الهدف التالي هو حث المزيد من الحكومات على فرض قيود على مستويات الكبريت في وقود الديزل. في أفريقيا ، ولا تزال طلبات الديزل أعلى بكثير مما هو مسموح به في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتساهم بشكل كبير في الإصابة بالربو ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى.

صعوبة انتشار السيارات الكهربائية بأفريقيا بعد ذلك ، ستنتقل القارة إلى استخدام السيارات الكهربائية ، وهو الأمر الذي قد يكون صعبًا بسبب عدم موثوقية الكهرباء والبنية التحتية للشحن. كما أن معظم السيارات المستوردة إلى إفريقيا مستعملة. لذلك ، فإن التحول السريع إلى السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع لأنه يمكن أن يرسل موجة من سيارات البنزين المستعملة الرخيصة إلى إفريقيا.

مصر وجنوب افريقيا تمنعان استيراد السيارات المستعملة

ومع ذلك ، نفذت مصر وجنوب إفريقيا ودول أخرى حظراً على واردات السيارات المستعملة. بالإضافة إلى ذلك ، بدأ عدد متزايد من الشركات الناشئة في مجال التسليم والتنقل في القارة بالفعل في استخدام المركبات الكهربائية. لذلك ، فإن نهاية البنزين المحتوي على الرصاص ليست سوى بداية هواء أنظف في جميع أنحاء إفريقيا.