بعد فيات توبولينو .. صناعة السيارات في المغرب تستهدف 80% مكونات محلية

لم تأت تصريحات أوليفييه فرانسوا - الرئيس التنفيذي لشركة فيات الإيطالية- عن خطط شركته لتصنيع سيارة كهربائية في المغرب من فراغ ، فالدولة استطاعت تحقيق نتائج مذهلة في صناعة السيارات في المغرب خلال أعوام قليلة لم تتخط العشرين عاما، وذلك منذ الاعلان عن اقامة مصنع رينو في طنجة بالمغرب.

المغرب الذي حقق أكثر من 11 مليار دولار عائدات من تصدير السيارات ومكوناتها في عام 2022 ويتطلع لجعلها 14 مليار دولار دولار بنهاية العام الحالي 2023، اصبحتصناعة السيارات في المغرب قبلة المصنعين الذين يبحثون عن اقامة مصانع لهم في دول تتميز بالعمالة المدربة والرخيصة وبها تسيهلات استثمارية كبيرة.

تصنيع فيات توبولينو في المغرب

تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة فيات بالتأكيد لم تكن رد فعل على تصريحات وزير الصناعة المغربي الذي تحدث عن موقف صناعة السيارات المغربية بشكل عام ، لكنها ربما تكون مثلت دافعا اكبر للمضي نحو تصنيع سيارة فيات الكهربائية توبولينو في المغرب تصريحات وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور إنه يتوقع ارتفاع الصادرات من صناعة السيارات في المغرب بنسبة 40% في عام 2023، بنحو 13.8 مليار دولار، وهي تمثل اكثر من 25% من اجمالي عائدات الصناعة المغربية بشكل عام. وأوضح الوزيررياض مزور أن قطاع صناعة السيارات يوفر نحو 238 ألف فرصة عمل دائمة في 260 مصنعا ، مؤكدا انه يجري العمل حاليا على انشاء 60 مصنعا جديدا لصناعة السيارات بأماكن مختلفة في المغرب.

تصريحات رئيس شركة فيات التنفيذي الأخيرة جاءت بعدما حقق المغرب خطوات كبيرة في مجال السياارت الكهربائية ، وفيات تعمل على تشجيع استخدام التكنولوجيا النظيفة والمستدامة في مجال السيارات وتعزيز الوعي بالمشاكل البيئية المتعلقة بانبعاثات العوادم الضارة. خطوة فيات تأتي بعد قائمة طويلة من المصنعين الذين اختاروا المغرب وجهة لهم مثل أوبل ورينو وبيجو ستروين.

لكن لماذا صناعة السيارات في المغرب تجديدا ؟

صناعة السيارات في المغرب تمتلك بالفعل عدة مميزات تجعلها جاذبة للمستثمرين في القطاع ، منها ما فسره المحلل الاقتصادي محمد جدري، ان إقبال رؤوس أموال أجنبية على الوجهة المغربية في مجال صناعة السيارات الصديقة للبيئة، بعدد من الأسباب الموضوعية، من بينها تأهيل المغرب للبنيات التحتية، وتوفر رأسمال البشري، بالإضافة إلى توفير باقة من التسهيلات في الجانب اللوجستي.

وبحسب رأي جدري ، فان المغرب اليوم يمتلك مئات المصانع التي يعمل بها عشرات الآلاف من العمال، وهو ما جعله يحقق أرقام معاملات كبيرة، بلغت السنة الماضية ما يناهز 11 مليار دولار.

موقف صناعة السيارات في المغرب

وأضاف خلال حديث مع قناة سكاي نيوز عربية، أن صناعة السيارات الكهربائية في المغرب، تستفيد من المنظومة الصناعية التي تتوفر عليها البلاد في مجال تصنيع السيارات بشكل عام، والتي تعززت على مدى سنوات طويلة، وأكسبت المغرب خبرة كبيرة.

ايضا الموقع الجغرافي للمملكةالمغربية يعزز من فرص المغرب الاستثمارية ، فهي أقرب الدول الافريقية للقارة الاوروبية ، وهناك تعاون مع دول اوروبا خاصة فرنسا واسبانيا يفوق التعاون مع بقية الدول الافريقية ، فضلا عن الروابط التاريخية مع فرنسا واعتبار اللغة الفرنسية اللغة الاساسية بعد العربية ، كما ان دخولها في اتفاقيات تجارية مع دول افريقيا سهل من حركة التبادل التجاري بينها وبين هذه الدول مما يزيد من فرص تصدير السيارات ومكوناتها. المملكة المغربية تخطط لانتاج مليون سيارة سنويا في عام 2024. وبحسب رابطة مصنعي السيارات العالمية تدخل المملكة في قائمة العشرين الاكثر انتاجا للسيارات في العالم بعدما كانت في المرتبة الـ27 عام 2017،

القوانين والموارد البشرية والبنية التحتية

وهناك 3 عوامل رئيسية ساهمت في نهضة صناعة السيارات في المغرب، أولا البنية التحتية المتطورة، من الموانئ إلى القطارات السريعة والطرق الحديثة في الشمال والجنوب، وثانيا الاستثمار في الموارد البشرية، عبر فتح مئات مراكز التدريب والتأهيل التقني والعلمي في تخصصات ما يعرف بالمهن العالمية أو مهن المستقبل، وقد ساعد التدريب التقني في تطوير صناعة السيارات العالمية.

أما العامل الثالث فهو الجانب التشريعي والقانوني، حيث يمنح المغرب امتيازات هائلة للشركات العاملة في مجال التصدير ، مع إمكان تحويل جزئي أو كلي للأرباح إلى خارج المغرب وتوسيع الاستثمار بالاعتماد على تمويلات محلية أو أجنبية.