الصين تدعو شركات السيارات الكهربائية لشراء الرقائق المحلية

في مسعى لتقليل الاعتماد على التقنيات الأجنبية وتعزيز صناعة أشباه الموصلات الوطنية، أصدرت الحكومة الصينية دعوة خاصة إلى شركات صناعة السيارات الكهربائية الرائدة في البلاد، بما في ذلك "بي واي دي" و"جيلي أوتوموبايل هولدينغز"، لزيادة استخدام الرقائق الإلكترونية المنتجة محليًا. هذا الإجراء يأتي كجزء من حملة أوسع نطاقًا تهدف إلى تقوية القدرات التكنولوجية الصينية ودعم الاكتفاء الذاتي في مجال أشباه الموصلات، في ظل التوترات المتزايدة مع الغرب.

وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات في الصين، التي تشرف على تطوير قطاع التكنولوجيا في البلاد، أبلغت الشركات المحلية بأن ترفع من حصة مشترياتها من الرقائق المحلية بهدف تسريع الاندماج التكنولوجي للرقائق الصينية في الصناعة. الوزارة غير راضية عن الوتيرة الحالية للتقدم وحددت سابقًا هدفًا غير رسمي للشركات بأن تصل نسبة الرقائق المحلية في مشترياتها إلى 20% بحلول عام 2025.

تأتي هذه التوجيهات في سياق محاولة الصين مواجهة الضغوط الأمريكية التي تهدف إلى تقييد وصول الصين إلى التكنولوجيا المتقدمة من خلال فرض عقوبات وقيود على الصادرات. الصين تحث الشركات المحلية على تجنب الاعتماد على الموردين الأجانب والاستثمار في قدرات التصنيع المحلي لأشباه الموصلات، مما يشير إلى أهمية هذا القطاع في السياسات الاقتصادية والأمنية للبلاد.

هذه السياسات تثير تساؤلات حول مستقبل الشركات العالمية المنافسة في السوق الصيني، حيث قد تجد شركات مثل "إنفيديا" و"تكساس إنسترمنتس" صعوبة في المحافظة على حصتها السوقية في وجه الدعم المتزايد للموردين المحليين. الوزارة لم تعلق رسميًا على هذه التوجيهات، ولم ترد الشركات المعنية على طلبات التعليق حتى الآن.

تأتي هذه التطورات في سياق أوسع يشهد تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة حول الهيمنة التكنولوجية، مع إصرار بكين على تطوير وتعزيز قدراتها التكنولوجية المحلية لتأمين مكانتها في السباق التكنولوجي العالمي والحفاظ على المزايا التنافسية الجيوسياسية.