الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:27 ص

تقرير: العقوبات الغربية تفتح سوقًا جديدة لشركات السيارات الصينية في روسيا

سيارات صينية في ميناء

سيارات صينية في ميناء

تجد شركات صناعة السيارات الصينية التقليدية نفسها في موقف معقد ومليء بالتحديات في ضوء التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية. مع تحول روسيا من كونها منبوذة اقتصادياً إلى مورد ضخم للوقود الأحفوري، تتجه الأنظار نحو الفرص الجديدة التي قد توفرها السوق الروسية للصناعات الصينية، خاصة بعد العقوبات المفروضة على موسكو منذ بدء حرب أوكرانيا قبل أكثر من عامين.

يشهد الاقتصاد الصيني تباطؤاً ملحوظاً، مع تزايد الطلب على السيارات الكهربائية من قبل المستهلكين. هذا الواقع يفرض ضغوطاً كبيرة على شركات صناعة السيارات التقليدية التي تعتمد على محركات الاحتراق الداخلي. في ظل تراجع السوق الأمريكية والأوروبية بسبب الحرب التجارية المتصاعدة وتغير توجهات المستهلكين، أصبحت روسيا وجهة جديدة ومهمة لتلك الشركات.

ارتفاع مبيعات السيارات الصينية التقليدية في روسيا بنسبة 58% منذ 2021
 

كتب جيرارد دي بيبو وألكسندر إيساكوف من "بلومبرج إيكونوميكس" في تقرير الشهر الماضي أن العقوبات الغربية على روسيا فتحت فرصاً كبيرة لقطاع السيارات التقليدية في الصين، حيث ساهمت في تعميق اعتماد روسيا على البضائع الصينية. تشير التقديرات إلى أن 58% من زيادة صادرات الصين من السيارات التقليدية منذ عام 2021 كانت موجهة إلى روسيا.

شيري وهافال تتصدران مبيعات السيارات الأجنبية في روسيا لعام 2023
 

في الوقت الذي تواصل فيه العلامة المحلية "لادا" (Lada) تصدر السوق وزيادة حصتها إلى أكثر من 30%، تمكنت الشركات الصينية من احتلال المراكز الستة التالية خلال عام 2023، متجاوزة بذلك الشركات الكورية الجنوبية مثل "كيا" (Kia) و"هيونداي موتور" (Hyundai Motor)، والشركة اليابانية "تويوتا موتور" (Toyota Motor).

كانت شركة "شيري أوتوموبيل" الفائز الأكبر، فقد قفزت مبيعات وحدتها في روسيا بمقدار ثلاثة أضعاف، لتستحوذ على حصة سوقية قدرها 11%. وشهدت "هافال" (Haval)، العلامة التجارية التابعة لشركة "جريت وول موتور" (Great Wall Motor)، زيادة مشابهة في حجم مبيعاتها، مع اعتبار سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات "جوليون كروس أوفر" الطراز الأجنبي الأكثر شعبية في السوق.

 

صناعة السيارات الصينية تواجه تحديات التحول نحو الطاقة الجديدة
 

تواجه شركات صناعة السيارات الصينية تحدياً كبيراً في التحول نحو إنتاج السيارات الكهربائية. بينما يمكن تحويل بعض معدات الإنتاج الحالية إلى تصنيع نماذج كهربائية، إلا أن هناك أجزاء ومكونات لا يمكن تحويلها بسهولة. تتوقع التقديرات أن يتراجع الطلب على المحركات التقليدية والمكونات المرتبطة بها، مما يعزز الحاجة إلى إيجاد أسواق خارجية مثل روسيا، حيث يفضل المشترون السيارات التقليدية العاملة بالبنزين.

تتمتع موسكو وبكين بكثير من القواسم المشتركة، مثل شعورهما بالحصار من الغرب ورغبتهما في تقليل اعتمادهما على سلاسل التوريد الأجنبية. مع ذلك، تواجه بكين معضلة في كيفية إدارة المطالب المتزايدة من موسكو لنقل الموردين إنتاجهم إلى روسيا. يسعى صناع السياسات في الصين لدعم التوظيف والحفاظ على نشاط المصانع في ضوء التباطؤ الاقتصادي وضعف الصادرات.

قد تلعب الدبلوماسية دوراً مهماً في هذا السياق. فقد أبدى الرئيس شي جين بينغ استعداده لدعم نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لكن هذا الدعم لا يأتي بلا حدود. إذا استمرت موسكو في الضغط على شركات السيارات الصينية لتوسيع نطاق تصنيعها المحلي، قد يحتاج شي إلى مقاومة تلك الضغوط. في النهاية، تهدف بكين إلى الحفاظ على اقتصادها أولاً، مع الاستفادة من الفرص الجديدة التي توفرها السوق الروسية.

مارشدير

اسعار ومواصفات السيارات

البحث حسب الميزانية

البحث حسب الموديل

العودة للأعلى

search