الإثنين، 23 ديسمبر 2024

01:43 م

الحكومة أخذت فارق الجمارك و"خلعت" : زوبعة أسعار السيارات ..والحقيقة على فاشوش !


دعنا في البداية نتفق أن أي انخفاض في أسعار السيارات هو ميزة للمستهلك ، حتى وان بلغ التخفيض ألف جنيه فقط ، فالحقيقة ان العميل يذهب للشراء وهو يحاول أو على الأقل يُمنى النفس بأي توفير يستطيع أن يحصل عليه ، ليضعه في التأمين أو الترخيص.
إذن أي انخفاض مهما بلغت درجته هو مكسب للعميل ، وهو أولى به.

منذ قديم الأزل يقف التاجر والعميل وجها لوجه ، كلا منهما يعتقد أن الآخر هو خصمه ، التاجر يريد أن يحقق ربح يراه عادلا ، والعميل يراه سرقة عيني عينك ، اذن أي محاولة للتوافق بينهما لن تتحقق ، فقط ينتظر الطرفان فرصة للانقضاض على الآخر ، مهما كان شكل الفرصة أو محاولة تجميلها واضفاء الرتوش عليها لجعلها فرصة مشروعة.


من انتهاء اكتوبر الماضي تقريبا وسوق السيارات في حالة يرثى لها ، الحديث عن انخفاض الأسعار ساد واستشرى في القطاع ، وتوقفت حركة البيع والشراء الا قليلا ، العميل لن يضيره الانتظار شهرين أو ثلاثة في سبيل دفع مبلغ أقل ، والشركات والتجاّر يعانون الأمرين من حالة التوقف ، ولا يسري الأمر على السيارات الأوروبية فقط ، فحتى عميل السيارة الياباني والكوري والصيني ، اعتقد انه مع انخفاض الأوروبي من الممكن ان يحول وجهته نحوها ليشتريها بدلا من الجنسيات الأخرى.

وجاء يناير ، وبدأت الشركات الأوروبية تعلن عن انخفاض الأسعار ، وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي فرحا وضجيجا بانتصار العميل الساحق على شركات السيارات ، وبدأت بشائر انخفاض الأسعار تعلن تباعا.
لكن بعيدا عن التعصب والانحياز ، وبقراءة واقعية للأرقام الخاصة بمبيعات السيارات في مصر ، سنجد أن ما حدث خلال الشهرين الماضيين والشهر الحالي ، هو نوع من العبث الحقيقي والمؤكد ، ولم يتبقى سوى شيء واحد فقط نحيي عليه وزارة المالية والحكومة ، فتصريحات انخفاض الجمارك وحالة الجدال السائد في سوق السيارات جعلت الكل ينهمك في الانتظار ، في حين قامت وزارة المالية بتعويض فارق الجمرك (ضريبة الوارد ) عبر زيادة الدولار الجمركي ،وتركت الساحة للعميل والشركات ليتعاركا حول تخفيضات مزعومة لا تغن ولا تسمن من جوع.



الأرقام تؤكد – بحسب تقرير الأميك الصادر في ديسمبر 2018 والخاص بمبيعات الشهور العشرة الأولى – ان مبيعات سيارات الركوب تستحوذ على 74% من اجمالي المبيعات بـ111 ألف سيارة تقريبا ، وهذا الرقم ينقسم الى سيارات مستوردة وسيارات محلية الصنع (تجميع).

عدد 80 ألف سيارة منهم تنتمي لفئة أقل من 1600 سي سي ، و28 ألف تنتمي لفئة الـSUV تساوي أو أقل من 2000 سي سي ، وهي بالطبع معظمها ينحصر تحت الـ1600 سي سي مثل هيونداي توسان ونيسان قاشقاي وكيا سبورتاج ورينو كادجار وداستر وغيرها .. ولست بحاجة ان اقول ان هذه الموديلات تستحوذ على 80% من المبيعات.

بحسبة بسيطة أن 107 ألف سيارة من اجمالي 111 الف تقريبا تحت الـ16000 سي سي.
85% من مبيعات سيارات الركوب أقل من 1600 سي سي تستحوذ عليها 7 شركات فقط على وجه التحديد :

هيونداي .. تستورد سيارة واحدة من أوروبا وهي توسان.

رينو .. تستورد لوجان وستيب واي وسانديرو من المغرب (بدون جمارك أصلا) وكادجار ( أقل من 1300 سي سي ومعفية من الجمارك أصلا منذ عدة سنوات) وداستر التي بدأت مبيعاتها خلال النصف الثاني من العام وهي تأتي من اوروبا ، وهناك ميجان.

كيا .. تستورد فقط سبورتاج من أوروبا.
شيفروليه .. فقط الأكوينوكس من امريكا الشمالية.

نيسان .. تستورد قاشقاي ( معفية من الجمارك 1200 سي سي).

تويوتا .. تستورد كورولا من تركيا (التخفيض فقط 10% من ضريبة الوارد بحسب اتفاقية الشراكة المصرية التركية)
زوتي .. تستورد من الصين.

هذه هي الأرقام الرسمية والمعلنة ، والنتيجة تقول..
85 % من مبيعات سوق السيارات الملاكي ليس لها علاقة باتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية.



الأمر بصورة أخرى ..

دعنا من تصنيف السعة اللترية ، ولنتحدث عن تصنيف آخر :
أكثر 7 موديلات مبيعا في الفئة B هم نيسان صني وهيونداي فيرنا وأكسنت وشيفروليه لانوس وأفيو ورينو لوجان وستيب واي (يستحوذون على أكثر من 95% من المبيعات).

أكثر 7 موديلات مبيعا في الفئة C هم تويوتا كورولا وهيونداي النترا AD و HD وكيا سيراتو وشيفروليه أوبترا ونيسان سينترا ومتسوبيشي لانسر (يستحوذون على 82.5% من المبيعات).
وتستطيع وانت تقرأ اسماء الموديلات أن تتصور نسبة استحواذ هذه السيارات على مبيعات السوق المصري ، كم يبلغ سعر هذه السيارات ؟ 350 ألف جنيه فأقل.

أكثر 7 موديلات مبيعا في الفئة C SUV هم هيونداي توسان وكيا سبورتاج ورينو كادجار ورينو داستر ونيسان قاشقاي ومتسوبيشي اكليبس وشيري تيجو(يستحوذون على 79% من المبيعات).

إذن أين ذهب التخفيض ؟ في الحقيقة ان التخفيض الكبير ذهب الى عملاء الشريحة الأغلى سعرا ، والأكبر سعة لترية ، وهو تخفيض أيضا صوري ، لأن من عملاء هذه الفئة لديهم سيارات من نوعية ( BMW ، مرسيدس ، أودي ، جاجوار ، لاندروفر ، وغيرها) فبمقدار التخفيض في السيارات الجديدة من هذه الفئة ، هناك أيضا انخفاض بقيمة أكبر على السيارات المستعملة ، فأيهم سيبيع سيارته الحالية ليخسر فيها أكثر من انخفاض السيارة الجديدة؟

أما السيارات من سعر 700 ألف الى 400 ألف جنيه ، فهناك تخفيض بمتوسط 4%.
يعني سيارة بسعر 670 ألف جنيه ستشتريها بـ620 ألف جنيه ، وهو بالطبع وبالتأكيد تخفيض كبير ، لكن كم عميل ينتمي لهذه الفئة ؟
ربما الآن قد استوعبت ما أقصده بأن حالة الشد والجذب خلال الشهرين الماضيين طلعت على فاشوش

مارشدير

اسعار ومواصفات السيارات

البحث حسب الميزانية

البحث حسب الموديل

العودة للأعلى

search