مصير نيسان قاشقاي ورينو كادجار .. نيسان تسعى للتخلص من تحالفها مع رينو  

سجلت أسهم رينو أدنى مستوياتها في ست سنوات خلال الساعات الماضية حيث يخشى المستثمرون من أن انهيار تحالف رينو ونيسان الذي استمر 20 عامًا. وقد تصاعدت التوترات طويلة الأمد في الشراكة الفرنسية اليابانية منذ اعتقال كارلوس غصن في طوكيو في نوفمبر 2018 بسبب مزاعم بسوء السلوك المالي ، وهو ما ينكره غصن.

وقد تراجعت أسهم رينو بنسبة 3.2٪ ، وهو أكبر انخفاض في مؤشر CAC 40 في باريس. وفقدت الأسهم أكثر من ثلث قيمتها منذ اعتقال غصن وإزاحته عن رئاسة التحالف. وتحاول الشركتان صياغة حلول للمشاكل مع شراكتهم الطويلة الأمد ، وإطلاق مشاريع صناعية مشتركة جديدة ، حسب قول الأشخاص المطلعين على الموقف. وحتى الآن ، لم تسفر هذه الجهود عن نتائج واضحة.

ويؤكد الكثيرون أن انهاء التحالف سيمثل خسارة لكلا الطرفين رينو أو نيسان ، حيث يملكان الكثير من المشروعات المشتركة وتقسيم لعمليات الانتاج ولتكاليف تطوير السيارات وتكاليف الأبحاث مع الاشتراك في منصات السيارات. ومن بين السيارات المشتركة في منصات الانتاج رينو كادجار التي تعتمد على نفس منصة الانتاج لنيسان قشقاي ، وهذه المنصة الانتاجية تعرف باسم CMF وهي طورت بالتعاون بين نيسان ورينو.

وتعتبر رينو كادجار سيارة أحدث من نيسان قشقاي وبالتالي ظهرت في اطار التحالف بين الشركتين حيث تعتبر نسخة فرنسا من سيارة قشقاي اليابانية ولكنها حصلت على تحديثات أكبر من أن يطلق عليها نسخة مطابقة. ومع ذلك لا يعرف حجم المشكلات القانونية التي يمكن أن تحدث جراء الانفصال بين الشركتين بخصوص الانتاج المشترك للموديلات وهل يمكن وقف بعض الموديلات لاحدي الشركتين مثل كادجار لاعتمادها على موديلات نيسان قشقاي أو في العكس في حال وجود موديلات يابانية تعتمد على نسخ الشركة الفرنسية.

وتعتبر كادجار النسخة الفرنسية من قشقاي ولا يتشارك الموديلان المنصة فقط ولكن المحركات كذلك وهو أمر طبيعي بسبب مشاركة منصة الانتاج ، وكلاهما يعتبر مطابق للآخر في المكونات الداخلية ، ولكن كادجار لم تكن بنفس قوة وشهرة قشقاي التي تعتبر بين أفضل سيارات نيسان مبيعاً. وتميزت كادجار عن قشقاي في أن الأولى تشعر ركابها بمزيد من الرحابة في الداخل رغم عدم وجود اختلاف تقريباً في المساحة ولكن حقيبة كادجار تتفوق على قشقاي قليلاً. كما حاولت كادجار الاختلاف عن قشقاي من حيث ديناميكيات القيادة المختلفة والتصميم الداخلي والخارجي .

وبعد رحلة مثيرة مع العدالة اليابانية في أواخر الشهر الماضي ، وصف غصن التحالف بأنه "حفلة تنكرية" خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي. وأظهر تقرير لـ "فاينانشيال تايمز" يوم الاثنين أن المديرين التنفيذيين لشركة نيسان يضعون خططًا طارئة للانفصال عن شركة "رينو" وهو ما تسبب في تسريع عمليات البيع في أسهم الشركة المصنعة الفرنسية.

فمع كل الضغوط الإضافية التي أثارها غصن في "الهروب الكبير" والمؤتمر الصحفي على العلاقة المتوترة بالفعل بين الشريكين ، يقال إن كبار المديرين التنفيذيين في نيسان يضعون خطة طارئة لفصل عمليات نيسان عن رينو استعدادًا لانقسام محتمل. وتتضمن الخطة تقسيمًا تامًا لعملياتهم الهندسية والبحثية المشتركة ، بالإضافة إلى تغييرات في قائمة نيسان.

وقد توترت علاقات التحالف العام الماضي بسبب محاولة رينو الفاشلة للاندماج مع شركة فيات كرايسلر ولكن جذور التوترات تعود لسنوات. وقال مصدران مقربان من نيسان إن نقطة الخلاف الرئيسية منذ عام 2015 تتمثل في تقسيم تكاليف البحث والتطوير على قدم المساواة إلى تكنولوجيا ومنتجات جديدة.

وقال أحد المصادر إن هذه الاستراتيجية "لم تعوض عمل نيسان بشكل صحيح: فقد كان ناتج نيسان الهندسي أفضل بنسبة 40 ٪ ، مما يعني أن مهندسي نيسان أنتجوا في المتوسط 40 ٪ أكثر من نظرائهم في رينو في فترة زمنية محددة ". وقال "عندما يتم قياسها بدقة أكثر ، فقد كان إنتاج نيسان في بعض الحالات ضعف رينو". وقال أحد الأشخاص المطلعين على الموقف إن نيسان طلبت تحليلًا لأعباء العمل والإنتاجية لموظفي رينو ونيسان.

وتأمل الشركات أن تكون التغييرات في قمة الهرم الاداري بمثابة إعادة مراجعة للشراكة ، لكن الأشخاص المطلعين على الموقف قالوا إن الأقسام داخل الإدارة العليا لشركة نيسان تعمل على تعقيد الجهود لإصلاح التحالف وإطلاق مشاريع جديدة. وتعتبر رينو بصدد اختيار مدير تنفيذي جديد بعد الإطاحة بتييري بولور في أكتوبر وأواخر العام الماضي ، واختارت نيسان ماكوتو أوشيدا ، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع رينو ، كرئيس تنفيذي.

وينتظر أن تثمر بعض التطورات التي بدأت خلال عهد غصن في عام 2020 وتشمل سيارة كروس اوفر من نيسان تكون كهربائية بالكامل، على أساس الموديل التجريبي آريا ، وستكون أول سيارة تطلق على منصة الكهرباء الجديدة المشتركة بين الشركتين ، وفي عام 2021 ستقدم رينو السيارة المعادلة لها من هذا الموديل.

ومن الصعب أن نرى كيف ستعمل الخطط الانفصالية في الواقع حيث تتشابك كلتا الشركتين لدرجة أن التراجع عن تحالفهما المزعوم قد يكون مستحيلاً. وحاول المسئولون في رينو التأكيد على أن هدفهم الرئيسي هو إحياء المشروع المشترك ، وتهدئة العقول اليابانية التي تشعر بالقلق من خطط غصن لمزيد من التكامل بين الشركتين أو الشركات الثلاث ، بما في ذلك أيضًا شركة ميتسوبيشي.

وقد انخفضت أسهم رينو بنسبة 40٪ تقريبًا منذ نوفمبر 2018 قبل القبض على غصن في مطار طوكيو اما أسهم نيسان ، التي انخفضت بنسبة 38٪ ، لم تكن أفضل حالًا. ومن الواضح أن الشركتين بحاجة إلى حل الفوضى الحالية بينهما. لكن رينو لن تكون قادرة على القيام بذلك دون وجود مدير تنفيذي مناسب يمكنه التعامل مع اليابانيين.

وعلى الرغم من أن اليابانيين يبدون مقتنعين بأن الاستمرار في الشراكة مع الفرنسيين أمر غير صحيح ، فإن الانقسام الكامل سيترك الشركتين في وضع غير جيد في عالم من تحالفات صناعة السيارات، وربما تحتاج الشركتان في النهاية إلى إيجاد شركاء جدد حيث أن الانقسام سيترك كلا الشركتين أصغر في وقت تتضخم فيه الشركات المنافسة ، مع اندماج فيات كرايسلر و بيجو سيتروين ، وتشكيل فولكس فاجن وفورد تحالفهما الخاص.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحسين العلاقات من كلا الجانبين ، فإن الشراكة مع شركة رينو التي تنتج 10 ملايين سيارة سنويًا أصبحت غير جيدة مع اعتقاد العديد من كبار المسؤولين التنفيذيين في نيسان الآن أن شركة صناعة السيارات الفرنسية تشكل عبئًا على نظيرتها اليابانية.

ومن شأن الانقسام أن يعطل خطط نيسان الخاصة بالسيارات الكهربائية, حيث تستعد نيسان لإطلاق سيارة أريا الرياضية متعددة الاستخدامات خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. ولكن تم تصميم السيارة باستخدام منصة جديدة تم تطويرها بالاشتراك مع رينو وليس من الواضح كيف سيؤثر الانقسام على ذلك.