الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:16 م

الفلسفة: العامل الناجح ليس يدين فقط وانما عقل ويدين معا

كتاب يكشف أسرار الشركة اليابانية .. كيف انحنى العالم احتراما لـ "أسطورة تويوتا" ؟

شعار تويوتا

شعار تويوتا


عندما تبدأ فى قراءة كتاب " أسطورة تويوتا " لن تستطيع الوقوف للحظة .. فكل كلمة بحاجة الى التأمل والتروى لبضع لحظات .. وكل جملة تمثل منهجا للحياة .. وكل مقولة تصنف كحكمة.
" أسطورة تويوتا " كتاب اعتمدته ادراة الشركة ويقدم خلاصة الدروس المستفادة الى جميع قادة الصناعة فى العالم ،وربما الجملة الأخيرة هى الوحيدة التى جانبها التوفيق من وجهة نظرى.. فهذا الكتاب يجب ان يقرأه جميع الأفراد .. سواء عملوا فى الصناعة او غيرها .. قادة او مرؤوسين .
6 سنوات من البحث والدراسة والعديد من المقابلات من رئيس الشركة حتى الموظفين العاديين والاطلاع على وثائق الشركة وزيارة موزعيها فى 11 بلد ومشاهدة مرافق الشركة المختلفة من أجل تقديم هذا الكتاب ليفسر قصة النجاح المذهل الذى حققته شركة تويوتا.

موظف تويوتا لا يترك العمل الا بناء على رغبته هو فقط
هناك اساسيات فى تويوتا غريبة عن المنطق السائد فى جميع الشركات مثل التوظيف مدى الحياة .. فموظف تويوتا او العامل لا يترك العمل الا بناء على رغبته هو و عندما لا يصبح قادرا على مواصلة العمل .. وهو منطق يخالف الأعراف السائدة فى الشركات الكبرى عن العاملين "تحقيق التفوق فى العمل او الاستغناء عن خدماتهم" وهو مبدأ ارساه السيد كييتشيرو تويودا فى عام 1950 بعد الحرب العالمية الثانية فقد كانت تويوتا فى ذلك الوقت على وشك الافلاس والانهيار وطلب البنك كشرط لتمويل شركة تويوتا تسريح 1500 عامل وموظف 25% من القوة العاملة ولم يكن هناك طريق آخر لانقاذ الشركة وقف السيد كييتشيرو وقال والدموع تغمره "رغم اننى ضد تسريح العمال الا ان لن يكون للشركة اى فرصة للبقاء واننى شخصيا اتحمل مسؤولية ذلك بتركى منصبى".. وعندما تنحى مؤسس الشركة ورئيسها، تعهد مديرو تويوتا الا يضطر موظفوها ابدا ان يتحملوا من جديد تلك المصاعب.
ومنذ ذلك الحين والشركة تعمل بمبدأ الالتزام بالتوظيف طويل الأجل ورغم الازمات الاقتصادية التى مرت بها تويوتا الا انها لم تستغن عن اى موظف او عامل حتى الآن ويكفى ان نعلم ان عدد موظفى الشركة عبر العالم يبلغ 300 الف موظف.

الموظف الذي فشل مرة لديه خبرة الخطأ فيستطيع اجتنابه
فى حالة الفشل او الخطأ تختلف تويوتا عن بقية الشركات ..فمن اهم شعارات الشركة " فلنجرب هذا الشىء..ولاتخافوا من ارتكاب الأخطاء".. فمن ثقافة الشركة ان المشكلات والهفوات والأخطاء ستستمر دوما وهى تعتنق فكرة " كل بنى آدم خطاء"ومن الطبيعى ان يرتكب الانسان خطئا وترى الشركة ان أفضل طريقة لمواجهة أوجه القصور تتمثل فى تشجيع الموظفين على تحرى الصدق فيما يتعلق بأخطائهم ونقاط ضعفهم. ويسمح التوظيف طويل الأجل للموظفين بكل من الوقت الذى يحتاجونه للتعلم من خلال الخبرة والنمو مع توفر حرية التعثر على طول ذلك الطريق وتجد الشركة قيمة للتعلم من خلال كل المبادرات الناجحة والفاشلة ويكون المبدأ الاساسى هو اشراك الآخرين فى التعلم وبالتالى فان طريقة العمل لن تستمر الا اذا استمر هؤلاء الذين عانوا من الفشل فى الشركة واشركوا غيرهم فى تجربتهم.

"العامل ليس يدين فقط وانما عقل ويدين معا"..
لتويوتا فلسفتها ورؤيتها الخاصة بالعامل من خلال ركيزتين اساستين " التحسن المستمر" و "احترام الناس".. فكل انسان يمكن ان تكون له مساهمة اذا ما اتيحت له الفرصة ..فتويوتا تعمل جاهدة فى غرس قدرات معينة فى موظفيها اهمها على الاطلاق القدرة على التفكير المستقل، فعلى مستوى العمال تدعو تويوتا العمال لاستخدام رؤوسهم بجانب ايديهم على خط الانتاج.. بالتفكير بالكيفية التى يمكن ان تتم بها الامور على نحو يخفض النفقات ويحسن الجودة ويضاعف من الأمان.
فى الشركات الأخرى جرت العادة على ان تسند مسئولية التفكير حول تلك الامور الى مديرى الخطوط اما فى تويوتا فان مهمة مدير خط الانتاج ان يهيئ بيئة العمل بحيث يحث العمال على التفكير وابداء التوصيات التى يمكن للمدير ان يحولها الى خطوات فعلية.
ويذكر مؤلفو الكتاب بعد اجراء ما يزيد عن 220 مقابلة مع العاملين : تولدت لدينا قناعة ان تلك الممارسات مطبوعة فى عقول الموظفين .. وجدنا ان الخصائص المشتركة فى تويوتا تتمثل فى الحماس لاجراء تحسينات.. والاستعداد للانصات والتعلم ..والتوجه الى مسرح الاحداث للوصول الى جوهر المشكلة والتركيز على عمل الفريق والرغبة فى اتخاذ اجراء بسرعة لحل المشكلة .. ووجدنا ايضا – والحديث للمؤلفين- انه كلما ارتقى موظف الى مرتبة عليا يبدو عليه الخجل والتواضع الشديد عندما يأتى ذكر قدراته ..فهناك مثل يابانى مأثور يقول: ان رأس نبات الأرز السخى تقف منحنية" وهو مثل يتجسد فى اسرة تويوتا .

المتناقضات والأفكار المضادة وراء قوة واسطورة تويوتا ..
تمكن مؤلفو الكتاب من تحديد ستة اتجاهات متناقضة فى تويوتا تكشف سر خصوصية هذا النجاح.. التقدم ببطء والقفز قفزات هائلة .. الاقتصاد فى الانفاق وانفاق مبالغ كبيرة .. التشغيل بفاعلية مع اتخاذ اجراءات زائدة عن الاحتياجات الفعلية..تشجيع الاستقرار وطريقة التفكير القائمة على فقدان الثقة بالآخرين.. احترام النظام الادارى المتسلسل والسماح بحرية الاعتراض.. الاحتفاظ باسلوب تواصل يجمع بين البساطة والتعقيد
-
لا تتعجل تويوتا ابدا..فهى تتمهل وتتروى فى انجاز المهمات فقد اجتازت السيارة لكزس ثمانى معاينات تصميمية و50 اختبارا لمقاومة الهواء قبل الموافقة على الموديل الاول .. فى ست سنوات.. وبعدها كانت القفزة الهائلة فى تكوين مؤسسة جديدة للبيع داخل الولايات المتحدة باعتبارها افضل شبكة بيع فى مجال السيارات
-
تبدو تويوتا فى بعض الأوجه شديدة الاقتصاد فى الانفاق ..فنسبة الارباح على الاسهم تقدر فى المتوسط ب20% من ارباحها على مدى العشر سنوات الماضية، ونتيجة لذلك فقد تراكمت لدى الشركة اموال لا تجنى من ورائها أى ارباح بلغت 20 مليار دولار عام2007 .. ايضا لا تتفق الأجور فى تويوتا مع الشركات الأخرى فمتوسط الراتب السنوى للموظفين الكبار الثلاثة والثلاثين فى تويوتا يعادل 10% من متوسط الراتب السنوى لكبار الموظفين فى شركة فورد..ولا يسرى الاقتصاد فى الانفاق على ادارة الشركة وانما على جميع العاملين ففى مقر الشركة الرئيسى فى مدينة تويوتا يتم اطفاء جميع الانوار أثناء وقت الغذاء.. وعندما يتعطل احد الاجهزة لا يتم ارسالها للتصليح او حتى شراء غيرها وانما يقوم العمال فى المصنع باصلاحها واعادة استخدامها .. فطريقة التفكير تتلخص فى نصائح على غرار أصلحها بنفسك واستغل ما لديك بالفعل احسن استغلال .. يجب ان نواصل العمل باستخدام ما لدينا من امكانيات.
على النقيض تماما لا تتردد شركة تويوتا فى استثمار اموال طائلة فى البحث والتطوير مثل انفاق مليار دولار على تطوير اول شكل من اشكال السيارة لكزس LS400 .
-
تعتبر تويوتا المثل الأعلى لفعالية التشغيل والفضل يعود الى نظام تويوتا الانتاجى فى تصنيع سيارات ذات جودة عالية بتكلفة انتاجية منخفضة.. وهذا النظام يساعد تويوتا فى التصرف بمرونة فى مواجهة التغيرات التى تطرأ على طلب السوق..وتتمتع تويوتا بسجل مهنى متميز من أهمه قصر دورة تطوير المنتجات وادارة سلسلة المخزون والتحكم فى كمية المخزون وغيرها، وعلى الجانب الآخر الاحتفاظ بعدد من الموظفين يزيد عن احتياجاتها الفعلية وتتجلى سمة اتخاذ اجراءات تزيد عن الاحتياجات الفعلية بين صفوف المديرين الذين يقضون وقتا طويلا للغاية فى زيارة الموزعين فى محاولة للتعرف على خبايا سوق السيارات بينما عادة ما ينظر المديرين من الشركات الأخرى للموزعين على انهم عقبة تقف بين المصنع والعميل
-
تعتبر تويوتا بكل المقاييس شركة مستقرة تحرص على موظفيها وعمالها .. تحرص على موزعيها وعلى منتجاتها وتبرز السيارة كورولا هذا الاستقرار فالسيارة خرجت الى النور منذ أكثر من خمس واربعين سنة وما زالت تتواجد حتى الآن بفضل التطوير المصاحب لها باستمرار .. وفى الوقت نفسه يبدو ان كبار الموظفين فى تويوتا لا يحققون النجاح الا فى ظل الشك المرضى ، فهم لا يكفون عن ترديد عبارات مثل " اياك والشعور بالرضا" أو "لا بد ان هناك طريقة أفضل".. " احرص على اصلاح العمل حين يسير العمل على ما يرام".."ان عدم القيام بشئ وعدم تغيير شىء هو أسوأ ما يمكن القيام به فى القرن الجديد
-
"لا بأس من مشاجرة ودية" عبارة كان يرددها دائما رئيس الشركة الحالى واتانابى وهو يتدرج فى المناصب ويتشاجر مع رؤسائه .. فمن الأشياء التى تحدث يوميا فى شركة تويوتا التعبير عن الآراء المخالفة لآراء كبار الموظفين .. فمعارضة الرؤساء وعدم اطاعة اوامرهم طاعة عمياء واطلاعهم على الاخبار السيئة وعدم احترامهم بما يكفى تعتبر من التصرفات المسموح بها فى تويوتا


مارشدير

اسعار ومواصفات السيارات

البحث حسب الميزانية

البحث حسب الموديل

العودة للأعلى

search