سويتشيرو هوندا.. من تحت الصفر مرتين إلى سادس أكبر شركة في العالم
إن كنت مازلت تسأل نفسك عن كيفية وصول اليابان لما هي عليه، فإن أنسب شخص لإجابة هذا السؤال هو سويتشيرو هوندا بنفسه، الرجل الذي كان رئيسًا لأكبر شركة عالمية في مجال الدراجات النارية وإحدى عمالقة السيارات العشرة في العالم، هوندا الذي ذهب في مرة لأحد مصانع الشركة وأراد أن يسلم على عامل ياباني هناك، سحب العامل يده مسرعًا لأنها مغطاة بالشحم، لكن هوندا جذب يده وشد عليها مبتسمًا وقائلًا (لماذا تسحبها؟ أنا أحب الشحم).
قبل الحرب العالمية الأولى،وفقا لما أورده موقع ساسة بوست، كان هناك طفل في مقاطعة هماماتسو ينحدر من أسرة شديدة الفقر، ابن لحداد وطالب من أفشل طلاب مدرسته، كان هذا الطفل يحب مراقبة والده وهو يعمل في ورشته وتعلم منه استخدام الأفران لصهر المعادن وصب القوالب، وعلى الرغم من فشله الدراسي إلا أنه كان مجنونًا بالميكانيكا ،ولذلك عندما فتح والده ورشة صغيرة لتصليح الدراجات الهوائية كان الطفل ذراعه الأيمن فيها، ثم أنهى دراسته الثانوية في الخامسة عشرة من عمره ليرحل إلى طوكيو ويعمل في شركة صغيرة لتصليح السيارات ويتطور عامًا بعد الآخر ليصل لرئاسة فرع الشركة في هماماتسو وهو في الحادية والعشرين فقط من العمر.
بعد عام واحد فقط ترك الشركة ليبدأ في تأسيس ورشته الخاصة في عام 1928، كانت مكابس السيارات في هذا الوقت تصنع من الخشب فبدأ هو باختراع مكابس معدنية للسيارات، عندما وجد أنه يحتاج للدراسة عاد إلى معهد المقاطعة الفني ليدرس فيه الهندسة الميكانيكية، ثم أنشأ ورشة لإنتاج بعض قطع السيارات لعملاق الصناعة اليابانية (تويوتا)، كانت الأمور تسير على ما يرام بالنسبة له حتى أتى العام 44 لتضرب قاذفة قنابل أمريكية ورشته ثم يكمل عليها زلزال في العام 45 بعد أن أنشأها مرة أخرى، لتنتهي الحرب العالمية الثانية بخسارته لكل شيء.
بعد الحرب، ترك الشاب مجال السيارات واتجه لسوق الدراجات النارية بالصدفة البحتة، في العام التالي مباشرة لقصف اليابان النووي أسس معهدًا للأبحاث التقنية والميكانيكية ثم بدأ في تطوير محركات للدراجات النارية، في هذا الوقت كانت هناك مائتان وخمسون شركة عاملة في اليابان في هذا المجال، بدأ بتصنيع أولى أجيال دراجته (Dream)، وبحملة تسويق عبقرية واستهداف مكثف لشرائح المراهقين والفتيات ممن يستخدمون الدراجات الهوائية استطاع بعد سنوات معدودة أن يصبح الشركة اليابانية الأولى في تصنيع الدراجات النارية، ثم لم يكتف بذلك وإنما ذهب للولايات المتحدة ليغزو السوق هناك في عقر دارهم واستطاع بعد عشر سنوات أخرى أن يصدر للولايات المتحدة مليون دراجة نارية في العام!
بالتوازي وفي بداية الستينات بدأ الشاب في الدخول إلى مجال صناعة السيارات، كان هذا المجال محرمًا في اليابان بشكل غير رسمي بعد فشل عشر شركات منذ العام 1925 في دخول السوق، لكن الشاب وببراعة وبدعم مطلق من وزارة التجارة الدولية بدأ تصنيع السيارات في إطار إستراتيجية الوزارة لرفع الصناعة اليابانية لتنافس نظيرتها الأمريكية، لتصبح شركته فيما بعد أحد أكبر ستة مصنعين للسيارات في العالم، والأولى عالميًا في تصنيع الدراجات النارية.
الشاب الذي يدعى (سويتشيرو) مؤسسًا لعلامة تجارية تقدر قيمتها الآن بما يفوق الستين مليار دولار كإحدى أكبر الشركات العالمية، الشركة التي تدعى (هوندا).
أخبار متعلقة
هل تتخلص اسبيرانزا من الوهن ؟
16 أغسطس 2015 04:36 ص
صادرات كيا تصل الى مستويات قياسية مع تصدير السيارة رقم 15 مليون إلى الشرق الأوسط
18 أغسطس 2015 01:25 م
كتاب يكشف أسرار الشركة اليابانية .. كيف انحنى العالم احتراما لـ "أسطورة تويوتا" ؟
19 أغسطس 2015 02:25 ص
اسعار ومواصفات السيارات
البحث حسب الميزانية
البحث حسب الميزانية
البحث حسب الموديل
الأكثر مشاهدة
أخبار ذات صلة
امتى نقول على علامة إنها ناجحة ..طب لو فيها تجميع محلي؟
16 ديسمبر 2024 09:14 م
هل تستحوذ الصين على صناعة السيارات العالمية؟
15 ديسمبر 2024 07:38 م
قصة كوبرا مع السيد كريم نجار.. بدأت بـ"كرورنا" ولسة مكملة
12 ديسمبر 2024 11:51 ص
في 2025 : ديزاير اللي عارفها تنساها.. وتيبو وتاليانت لو الاستيراد استمر
10 ديسمبر 2024 05:37 م
العودة للأعلى
أكثر الكلمات انتشاراً