الإثنين، 23 ديسمبر 2024

05:21 ص

خطط التصدير نسمعها منذ ان كنا صغار واكتشفنا انها أحلام تحولت إلى أوهام

اسلام حويلة يكتب :استراتيجية ظاهرها "الرحمة" وباطنها "استمرار العذاب"


الاستراتيجية المزعومة لن تخدم سوى 3 شركات فقط ، هي في الحقيقة أخذت كل التسهيلات الممكنة سابقا ، وتطمع في تسهيلات وامتيازات أكبر

الحديث عن التصدير "عبث " لاطائل منه.. لا تأخذ قرضا من البنك الاهلى وتقيم مصنعا للمسامير وتقول عليه مكون محلي!!

سيارات مهترأة لفظتها اسواق العالم منذ 10 سنوات على الأقل ، ونتفاخر نحن بإنتاجها ؟

ينتظر قطاع السيارات من مجلس الوزراء اقرار استراتيجية صناعة السيارات ، وهي بالتأكيد لن تخرج عن بعض التنظير الذي وجد طريقه لأوراق رسمية ومعتمدة، عفوا لست متشائما على الاطلاق ، ولكن ما اسمع عنه هذه الايام سمعته منذ وعلى مدار 20 عاما ، نفس العقليات لم تتغير ، استراتيجية في ظاهرها الرحمة وفي باطنها "استمرار العذاب".

منذ أكثر من 30 سنة تدعم الدولة صناعة السيارات ، قرارات ولوائح وجمارك وامتيازات ، والنتيجة "يامولاي كما خلقتني" ، ثم يخرج بعد كل ذلك القائمون على الصناعة ليتحركوا ويتمخضوا على استراتيجية جديدة لصناعة السيارات !!

وكأن جميع الامتيازات السابقة والحالية غير كافية ، وكأن الاستراتيجية المبجلة والمنتظرة ستضعنا في مصاف الدول الصناعية !!
الاستراتيجية المزعومة لن تخدم سوى 3 شركات فقط ، هي في الحقيقة أخذت كل التسهيلات الممكنة سابقا ، وتطمع في تسهيلات وامتيازات أكبر..

ضع امتيازات هائلة لكل شركة تقوم بالتصدير ، وبالتالي المصنع المبجل في مصر سيقوم بالتصدير لفرع الشركة في دولة أخرى ، وبالتالي تنطبق الشروط وبالتالي الحصول على الامتيازات !!

ضع امتيازات على زيادة المكون المحلي ، لكن لا تضع "الاطارات" ضمنها ، لا تضع الكراسي "الفرش" من ضمنها ، اجعلها مكونات حقيقية وليست "ضحكا على الذقون" ، لا تأخذ قرضا من البنك الاهلى وتقيم مصنعا للمسامير وتقول عليه مكون محلي!!

لا تزيد التضييق على استيراد السيارات ، وتمنح مزايا لزيادة الانتاج !! فساعتها سيزيد الانتاج لعدم وجود غيره اصلا!!

هل سيكون هناك شروط بيئية وتكنولوجية وانظمة سلامة وأمان في التصنيع ويتم مراقبتها ؟ هل سيكون هناك شرط بانتاج موديلات حديثة مثل مثيلاتها في العالم ؟ ام سيقتصر الانتاج على سيارات مهترأة لفظتها اسواق العالم منذ 10 سنوات على الأقل ، ونتفاخر نحن بإنتاجها ؟

هل ستضع لوائح صارمة وقوانين رادعة في حال مخالفة الاشتراطات البيئية مثلا ، هل ستحدد نسبة لانبعاثات العادم ؟ هل ستفرض غرامات باهظة على المصنع في حالة سيارة معيبة تسبب في وفاة او عاهة مستديمة لمواطن؟ هل ستضع مواصفات وحد أدنى لسلامة الركاب ؟

خطط التصدير نسمعها منذ ان كنا صغار ، لكن سنة تلو الأخرى نكتشف ان ما سمعناه كان مجرد أحلام تحولت إلى أوهام ، ياتي المستثمر سواء كان مصريا أو أجنبيا ليفتتح مصنعا ، ويشاركه الافتتاح مسؤول حكومي رفيع المستوى –غالبا وزير الصناعة -، ثم يبدأ الحديث عن خططه المستقبلية للتصدير وما يتبعها من توسعات ، ثم يفاجأ المستثمر نفسه بالوهم الذي ظل متمسكا بيه.

في قطاع السيارات لن تستطيع التصدير ابدا الا بمزاج وموافقة الشركة الأم ، بمعنى ان المصانع الثلاثة عشر المتواجدة في مصر ، لا تستطيع ان تخرج سيارة واحدة لدول أخرى حتى وان كانت من العالم الثالث المتأخرة في جميع المجالات، الا بموافقة الشركة العالمية، وغالبا لن توافق على الاطلاق لعدة أسباب منها مثلا ، جدوى التصدير عبر مصنع آخر (وكيل) ، دون المصنع الرئيسي ( الشركة الام)!

ثانيا ، لا يوجد مصنع في مصر قادر على تلبية احتياجات أسواق أخرى ، فقدرة جميع المصانع للإنتاج لا تكفى للوفاء بسوق السعودية مثلا، فضلا عن الموديلات المهترأة ،والفقيرة تكنولوجيا ، والمتأخرة عالميا – هناك موديلات انتهت من العالم ولا تزال مصانعنا تنتجها - ، ربما كان الاستثناء من حيث الجودة مصنع أو اثنين ، لكن طاقة الانتاج ضعيفة جدا.

اذن دعنا ننسى تماما قصة تصدير سيارة – الحديث عن سيارة مصرية هو دعابة لا تستحق مجرد التفكير – ولنقم بالتركيز على النقاط المضيئة ،التي نادى بها عالمنا الكبير احمد زويل ..لكن في مقال قادم بإذن الله
مارشدير

اسعار ومواصفات السيارات

البحث حسب الميزانية

البحث حسب الموديل

العودة للأعلى

search