الخميس، 07 نوفمبر 2024

06:40 م

ارتفاع الأسعار يفرض السؤال ..هل وكلاء وتجار السيارات حرامية و شيوخ منصر؟

اسلام حويلة

اسلام حويلة

رسّخت الكثير من الاعمال الفنيةعلى مدار عشرات السنين، فكرة ان تجارة السيارات ماهي الا ستار لاعمال مجرمة قانونا،دائما ما نرى في الفيلم او المسلسل تاجر المخدرات فاحش الثراء يمارس دور تاجر السيارات ، ويتم التصوير داخل احد المعارض القائمة بالفعل ، وفيلما تلو الآخر، ومسلسلا بعد مسلسل ،ترسخت هذه الفكرة لدى المتلقى وهو المشاهد.

لكن الراحل وحيد حامد في فيلم عمارة يعقوبيان –رواية علاء الاسواني- أضاف الى الفكرة بعدا جديدا ، طورها و ارتقى بها من مرحلة تجارة السيارات الى وكيل السيارات، من خلال دور الحاج عزام (نور الشريف) والذي حصل على توكيل سيارات ، لكن كمال الفولي(خالد صالح) لم يتركه ، وقال له نصا : الكل عارف ان التوكيل الجديد حيدخلك 200 مليون جنيه في السنة على الأقل يا حاج (الدولار = 5.70 جنيه).

اذا فهناك صورة ذهنية تشكلت منذ سنوات حول تاجر السيارات تتهمه بالفساد ، وتطورت في 2006(توقيت عرض فيلم عمارة يعقوبيان) ليصبح وكيل السيارات في مرمى الاتهام. تلك مقدمة اراها ضرورية لما يحدث في تسعير السيارات الذي وصل الى حد الجنون في مصر ، والذي لا يعبر من قريب او بعيد عن الاسعار العادلة للسيارات في مصر.

صديقي وزميلي حسين صالح كتب مقاله في مجلة عالم السيارات عن وكلاء هم اولى بلحم ثورهم ، تحدث فيها عن تسعير عجيب وغريب يحدث لم نعهده من قبل, واوافقه الرأي تماما ، هو امر يفعله وكلاء سيارات يفوق قدرات الراحل وحيد حامد في مخيلته التي انجبت عشرات الروائع الفنية.

اعرف سوق السيارات جيدا ، ما يقرب من 25 عاما ، عرفت راحليه وقائميه ، وكلائه وموزعيه ، موديلاته وماركاته ، شهدت وكالات انتقلت من هنا ذهبت لهناك ، وعاصرت وحضرت اجتماعات الحصول على توكيلات وعدم تجديد أخرى. اعرف كيف يسعرون وعلى أي اساس ، واعرف ايضا نسبة ربح الوكيل وهو ليست ثابتة وانما هي مسافة تختلف بحسب كل وكيل ، لكن عندما ترى التسعير الذي يحدث فليس له علاقة بالتسعير المفترض.. لا هو على اساس دولار بسعر البنك المركزي ولا هو دولار بسعر السوق الموازي ، ولا حتى بسعر دولار سوق الذهب.

اذا ما يحدث في سوق السيارات وتحديدا في عملية التسعير؟

القصة وما فيها ان هناك ندرة الندرة في عرض السيارات في مقابل طلب متزايد وملح عليها ، خلق حالة من اللا منطق في البيع والشراء ، حالة تحول المستهلك فيها الى ناصح او (عمل فيها ناصح) مرة تحول الى مستهلك تاجر ، ومرة الى مستهلك (بَرم) رفع سعر سيارته المستعملة 4 اضعاف وذهب الى شراء جديدة بـ6 أضعاف. لم يتخيل ان سعر سيارته اصبح مليون ونصف المليون جنيه، كان يسمع عن هذه الرقم في الافلام ، فجأة اصبح من اصحاب الملايين بعدما تحولت الملايين الى آلاف ، لكنه لم يستوعب ، راح وباع ثم استدان او باع شيئا يملكه لكي يحصل على سيارة جديدة باضعاف اضعاف سعرها.

اما التاجر الذي أغرى الموزع بالحصول على الألوف المؤلفة عوضا عن ربحه من الوكيل ،واخذ منه السيارات قام بوضع ضعف ما دفعه للموزع ، لكنه كان اكثر (كَهنا) باع النصف وخزّن النصف ، وكرر ما فعله واستمر فيه ، وكانت المحصلة ان وكيلا يرى سيارته التى قام بتسعيرها بثلاثة قروش منذ شهرين فقط تباع امام عينه لدى احد التجار بـ7 قروش، بل وهناك حرب ضروس بين العملاء على الفوز بها.

ماذا تنتظر من الوكيل ومن الحاج عزام ؟

بالتأكيد ليس كل وكيل هو الحاج عزام ، فهناك وكلاء لا نستطيع سوى رفع القبعة لهم احتراما وتقديرا لما يفعلوه داخل السوق ، بل ان هناك وكيل قلت له حرفيا ، يجب ان ترفع الاسعار ، قال لي لا انى اخاف الله ، والله شاهدا على ما اقول ، لكن في المقابل هناك وكيل يغرف ولا يرفع ، لا يكتفي بالنسبة الطبيعة والمعقولة للمكسب ، هو يطمع في الزيادة دائما وابدا.

وهناك وكيل ربما تراه جشعا واراه متوازنا ، هو يقول السيارات مهما كانت ليست طعاما او دواء ، اذا كان 10 ملايين يرونها ضرورية فهناك 100 مليون يراها ترفيهية ، فيجب ان يتضمن ربحي مخاطر تقلب العملة وظروف غير طبيعية ،لاتنسى ان تغيير سعر الصرف كبدنا ارباح سنوات طويلة ، كورونا اكلت الاخضرواليابس.

ولا ننسى نهاية فيلم عمارة يعقوبيان قال كمال الفولي للحاج عزام : كلنا عارفين ان محلات الجزم وتوكيل السيارات ما يكسبوش الفلوس دي كلها

مارشدير

اسعار ومواصفات السيارات

البحث حسب الميزانية

البحث حسب الموديل

العودة للأعلى

search