تقرير أمريكي: أهم قواعد المرور في مصر أنه لا توجد قواعد !!

ذكر موقع wsbradio أنه عادةً ما يتناول أوضاع المرور في أحد أقسامه بصورة خاصة بمثابة مساحة تدعم وتفحص قواعد المرور والسلامة، وسلوك السائق الإنساني، وتخفيف ازدحام الركاب. وقال الموقع في تقرير له أن أول نسخة من العمود الدوري خلال عام 2024 ستتناول المرور في مصر.

رحلة لصحفي أمريكي وزوجته بمصر

وقال كاتب العمود دوج تيرنبول القاطن في مدينة أتلانتا الأمريكية : "سافرت أنا وزوجتي مومو إلى مصر قبل عيد الميلاد مباشرة، وكما هو متوقع، استكشفنا الأهرامات والآثار القديمة في القاهرة والجيزة وأسوان والأقصر. لم نكن نقود السيارة بأنفسنا، بل ركبنا كركاب في سيارات الفان التابعة للشركات السياحية أو في رحلات أوبر. وقضينا ساعات في السير على الطرق في تلك المدن وبين أسوان ومعبد أبو سمبل على بعد ثلاث ساعات ونصف جنوبها.

حركة المرور السيئة في القاهرة لا تلفت انتباه الناس

وقال كاتب العمود أن القواعد الرئيسية للطريق في مصر هي أنه لا يوجد قواعد. وقال أن حركة المرور هي أكثر كثافة وفوضوية في القاهرة، عاصمة البلاد والتي يسكنها أكثر من 20 مليون شخص. وبينما تنتشر وسائل النقل العام وتجتاز العديد من الحافلات المدينة العملاقة، فإن السيارات الصغيرة تخنق الشوارع ويلوث الضباب الدخاني الهواء. لكن الوجود الهائل لحركة المرور السيئة في مدينة عملاقة لم يكن ملفتا للنظر.

أمريكي يتعجب من حركة السيارات العداونية في القاهرة

وكان الفارق الصارخ بين سائقي المركبات في القاهرة وأتلانتا ، والفارق يظهر في الافتقار التام للقواعد والمسافات المتقاربة جداً بين السيارات. وتقفز العشرات من السيارات ببطء عبر التقاطعات - دون اتباع إشارات المرور - وتلتف بطريقة أو بأخرى. وتعتبر علامات المسار مجرد اقتراحات، حيث أن السيارات والشاحنات الصغيرة والشاحنات المكدسة بالبضائع والدراجات ثلاثية العجلات ذات المحركات أي التكاتك والدراجات النارية تتحرك على طول مسارات الطرق أو تقوم فقط بإنشاء ممرات خاصة بها حسب الفجوات المسموح بها.

استخدام إشارات الانعطاف في القاهرة يكون للتحذير وليس لطلب الإذن بالانعطاف

وغالبًا ما يستخدم السائقون إشارات الانعطاف، ولكن فقط كتحذيرات لمن يأتون خلفهم وليس كطلب للسماح لهم بالانعطاف. وإذا كانت المساحات في المسار المطلوب مفتوحة، فسيتم أخذها على الفور بدون اشارات. وأكد أن عقلية "الأخذ فقط" لدى السائقين في القاهرة تنجح بشكل رئيسي لأن حركة المرور تتحرك ببطء شديد هناك. ولديهم متسع من الوقت للحكم على المناورة أو الاستعداد لها.

المشاة في مصر يقفزون وسط حركة السيارات ولا ينتظرون توقفها

ويمكن للمشاة أن يخطووا بثقة داخل حركة المرور القادمة وبين السيارات دون ممرات مشاة أو إشارات لأنه من المتوقع منهم ذلك. ولكن يمكن للمشاة أيضًا التضرر من حركة المرور القادمة بسبب سرعتها. والسرعات الأبطأ تعني أن هناك متسعًا من الوقت لأخذ رد الفعل. وأي شخص يريد الوصول إلى مكان ما عليه أن يشعر بالارتياح للقفز في الطريق وليس انتظار توقف حركة المرور. وكل ما على الشخص فعله هو أن يدخل الطريق ويتوقع أن تتوقف السيارات أو تدور حوله، إذا أرادت الوصول إلى الجانب الآخر.

أبواق السيارات لا تتوقف في القاهرة

وتعتبر أبواق السيارات أكثر سوءاً بكثير في ثقافة القيادة هذه. ويطلق الناس الأبواق لإعلام شخص ما بقدومهم، أو أنهم يستديرون، أو لدفع مركبة بطيئة الحركة في الطريق للتحرك. ونادرا ما يتم استخدامها للتنفيس عن الإحباط، وهذا أفضل ما يمكن أن نقوله. وأصوات البوق تكاد لا تتوقف في القاهرة؛ وسمعناهم بصوت عالٍ - حتى في وقت متأخر من الليل من غرفتنا في الطابق الرابع والعشرين.

رغم ظروف القيادة في القاهرة ولكنها متقاربة في الأمان مع الطرق الأمريكية

وأكد إن الافتقار الواضح للقلق في حركة المرور في مصر أمر منعش. ويبدو أن هذا الجنون يعكس ظروف القيادة في العديد من المدن الأجنبية التي مررت بها مثل اسطنبول وبكين وقرأت عنها في مكسيكو سيتي ومومباي. ولكن مجرد شيوع جنون طرق القاهرة في أماكن أخرى لا يجعلها بالضرورة أكثر أمانًا. إنها أكثر أمانًا مما نتوقع مقارنة بالطرق في الولايات المتحدة، التي لديها المزيد من القواعد وسلوك أقل سوءًا على ما يبدو.

11.77 حالة وفاة في مصر لكل 100 ألف شخص

وأظهرت إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2020 أن مصر سجلت 11.77 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص - بمعدل 1.89٪ - وهي المرتبة 116 في العالم. الولايات المتحدة أفضل بأربع مراكز فقط في المرتبة 120 الأسوأ في العالم (11.1 حالة وفاة / 100 ألف) من بين 183 دولة.

الدومينيكان الأكثر دموية في حوادث الطرق

ويتصرف كل من البلدين بشكل مختلف تماماً، ومع ذلك فإنهما يتمتعان بالأمان نسبياً. ودولة مثل جمهورية الدومينيكان لديها أكثر من 67 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص، مما يجعلها الدولة الأكثر دموية في حركة المرور.

المصريون لا يأخذون حركة المرور العنيفة على محمل الجد

لكن يبدو أن المصريين أكثر استسلاماً أو استرخاءً بشأن بيئة القيادة الخاصة بهم مقارنة بالأمريكيين. ربما يكون لذلك بعض الفوائد على الصحة العقلية مع مرور الوقت. إن عدم أخذ الأمور على محمل الجد له تأثير يمنح الحياة هدوءا ويطيل العمر. كما استقللنا قطار المترو في القاهرة، وعبرنا تلك الشوارع المزدحمة سيرًا على الأقدام، وركبنا الجمال حول الأهرامات، وركبنا على ظهر دراجة ثلاثية العجلات توك توك وقمنا ببعض رحلات أوبر، وقمنا برحلة مدتها ثلاث ساعات على متن قطار ركاب بدا وكأنه يعود مباشرة إلى السبعينيات. لكن وسيلة النقل الأكثر لفتًا للانتباه التي استخدمناها في مصر كانت بالتأكيد السيارة.

الأمور تسير بشكل جيد في الطرق المصرية رغم الافتقار للقواعد

والقيادة في مصر، وخاصة القاهرة، مختلفة تمامًا عنها هنا في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن الافتقار إلى القواعد، والقيادة العنيفة المتعمدة، وندرة إشارات المرور، وعدم توفير أماكن للمشاة، وكلها أمور غير آمنة إلى حد كبير، من الناحية الموضوعية، إلا أنها الأمور لا تزال تسير بشكل جيد بطريقة أو بأخرى.