مصانع السيارات الزومبي تزداد في الصين .. والسبب السيارات الكهربائية

في عام 2017، استثمرت شركة هيونداي 1.15 مليار دولار في مصنع جديد في تشونغتشينغ، جنوب غرب الصين، بهدف الوصول إلى إنتاج سنوي قدره 300 ألف سيارة بمحرك احتراق داخلي. ولكن بعد ست سنوات، أدى التحول السريع من قبل المستهلكين الصينيين إلى السيارات الكهربائية إلى توقف المبيعات، مما أجبر شركة صناعة السيارات على بيع المصنع في ديسمبر بأقل من ربع قيمة الاستثمار. وقال لي هانج كو، من معهد جيونبوك لتكنولوجيا السيارات : "لا يزال مصنع تشونغتشينغ في أزمة، وسوق السيارات في الصين يتصارع مع زيادة العرض, ولم يكن أحد على استعداد لشراء المصنع بسعر مرتفع."

ارتفاع عدد مصانع السيارات الميتة في الصين

وهذا المصنع هو واحد من مئات المصانع الميتة التي يتوقع المحللون وجودها على مدى العقد المقبل في سوق السيارات الصينية، وهي الأكبر في العالم من حيث المبيعات والإنتاج والصادرات منذ العام الماضي. في عام 2023، أنتجت الصين 17.7 مليون سيارة بمحرك احتراق داخلي، بانخفاض 37 في المائة عن ذروتها السابقة في عام 2017، وفقا لبيانات من شركة أوتوموبيليتي، وهي شركة استشارية في شنغهاي.

أكثر من نصف انتاج السيارات في الصين مهدد بالخطر

وقال بيل روسو، الرئيس السابق لشركة كرايسلر في الصين ومؤسس شركة أوتوموبيليتي، إن "الانخفاض الحاد" في مبيعات سيارات محركات الاحتراق الداخلي يعني أن ما يصل إلى نصف القدرة المركبة للصناعة - حوالي 25 مليون من أصل 50 مليون وحدة من الطاقة السنوية - لم يتم تحقيقها. وفي حين سيتم إعادة توظيف بعض المصانع القديمة لإنتاج سيارات هجينة أو سيارات كهربائية تعمل ، فإن مصانع أخرى لن تنتج سيارة جديدة أبدًا، مما يشكل مشكلة لكل من الشركات الأجنبية والصينية.

هيونداي تواجه انخفاض حاد لمبيعاتها في الصين

وقال روسو إن العديد من شركات صناعة السيارات في الصين تواجه في نهاية المطاف خيارين: "ترك المصنع متوقفاً أو تصنيع بعض الانتاج وارساله إلى روسيا، أو إرساله إلى المكسيك". ويأتي خروج هيونداي من تشونغتشينغ في الوقت الذي انخفضت فيه مبيعات السيارات المجمعة في الصين من قبل شركة هيونداي وشركتها التابعة كيا إلى 310 ألف سيارة العام الماضي من نحو 1.8 مليون سيارة في عام 2016، نتيجة الانخفاض في مبيعات السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي. ورفضت شركة هيونداي، التي تصنع السيارات في الصين كجزء من مشروع مشترك مع شركة بايك موتور المدعومة من الدولة، التعليق على أعمالها في الصين.

حرب الأسعار في الصين تؤثر على شركات صناعة السيارات القديمة

ولا تؤدي حرب الأسعار المكثفة عبر قطاع السيارات الصيني إلا إلى زيادة الضغط على شركات صناعة السيارات القديمة، بما في ذلك كبار اللاعبين الأجانب تويوتا وفولكس فاجن وجنرال موتورز، والتي كانت أبطأ في إطلاق نماذج السيارات الكهربائية والهجينة منخفضة التكلفة الشهيرة وتخسر بسرعة حصتها في السوق لصالح الشركات مثل BYD وتسلا. وحتى وقت قريب، لم يكن بإمكان شركات صناعة السيارات الأجنبية دخول السوق الصينية إلا كمشروع مشترك مع شريك محلي. ومن بين 16 مشروعا مشتركا بين مجموعات صينية وأجنبية، كان لدى خمسة فقط معدل استخدام للقدرة أعلى من 50 في المائة، في حين أن ثمانية منها كانت أقل من 30 في المائة.

فولكس فاجن في الصين

ورفضت شركة فولكس فاجن، أكبر شركة أجنبية لصناعة السيارات من حيث المبيعات العاملة في الصين، تقديم أرقام الانتاج الفائضة في البلاد لكنها قالت إن سوق السيارات التي تعمل بالبنزين لا تزال مربحة. وتعتقد شركة فولكس فاجن أن النمو سيأتي في الغالب من مئات المدن الصينية الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها عادة ثلاثة ملايين نسمة أو أقل. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن نسبة ملكية السيارات في المدن الأكبر والأكثر تطورًا مرتفعة، كما أن القيود المفروضة على شراء سيارات جديدة تعمل بالبنزين موجودة بالفعل. ولكن هناك عامل حاسم آخر وهو الافتقار إلى البنية التحتية للشحن في المدن الفقيرة، الأمر الذي أحبط نمو صناعة السيارات الكهربائية.

استثمار 5 مليار يورو من فولكس فاجن في السيارات الكهربائية بالصين

وقالت الشركة أن عدد السيارات في الصين لا يزال منخفضا للغاية. وفي حين يبلغ المتوسط في الصين 185 مركبة فقط لكل 1000 نسمة، هناك ما يقرب من 800 مركبة لكل 1000 نسمة في الولايات المتحدة الأمريكية وحوالي 580 في ألمانيا. وأعلنت شركة فولكس فاجن العام الماضي عن استثمارات بقيمة 5 مليارات يورو في الصين حيث تستهدف زيادة إنتاج السيارات الكهربائية. وقد بدأت في تحويل بعض خطوط المصانع في الصين لإنتاج السيارات الكهربائية. وأضافت الشركة أن المجموعة ستعمل أيضًا على "تهجين نماذج محركات الاحتراق الداخلي تدريجيًا وبالتالي تحويلها إلى أسطول من المركبات الهجينة".