لوكا دي ميو : صناعة السيارات الأوروبية تواجه غرامات مليارية بسبب الانبعاثات

حذر لوكا دي ميو، الرئيس التنفيذي لشركة رينو ورئيس رابطة مصنعي السيارات الأوروبية، من عاصفة قادمة قد تجتاح صناعة السيارات في القارة العجوز. فبسبب التزاماتها الدولية بخفض الانبعاثات الكربونية، تواجه الشركات الأوروبية غرامات باهظة قد تصل إلى 15 مليار يورو، أي ما يعادل 17.4 مليار دولار أمريكي.

وأرجع دي ميو السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى التباطؤ في الطلب على السيارات الكهربائية، والذي يعتبر الحل الأمثل للحد من الانبعاثات. فمع اقتراب الموعد النهائي لخفض متوسط انبعاثات السيارات الجديدة إلى 94 جرامًا للكيلومتر في عام 2025، فإن العديد من الشركات لا تزال تواجه صعوبة في تحقيق هذا الهدف.

وقال دي ميو في تصريحات صحفية: "إذا استمر الوضع على حاله، فإن صناعة السيارات الأوروبية ستضطر لدفع غرامات فلكية أو التخلي عن إنتاج ملايين السيارات." وأضاف أن "سرعة التحول إلى السيارات الكهربائية لا تزال أقل بكثير مما نحتاجه لتحقيق الأهداف المحددة."

وتأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي تفرض فيه الاتحاد الأوروبي غرامات مالية كبيرة على الشركات التي تتجاوز الحد الأقصى للانبعاثات. وقد تصل هذه الغرامات إلى 95 يورو لكل غرام زائد من ثاني أكسيد الكربون مضروبًا في عدد السيارات المبيعة.

تداعيات خطيرة

يشكل هذا الوضع تهديدًا كبيرًا لصناعة السيارات الأوروبية، التي تعتبر من أهم القطاعات الاقتصادية في القارة. فبالإضافة إلى الغرامات الباهظة، قد تؤدي هذه الأزمة إلى:

• تراجع الإنتاج: قد تتخذ الشركات قرارًا بتقليل إنتاجها من السيارات التي لا تستوفي المعايير الجديدة، مما يؤدي إلى فقدان الوظائف وتأثير سلبي على الاقتصاد.
   
• زيادة أسعار السيارات: قد تلجأ الشركات إلى زيادة أسعار السيارات الكهربائية لتعويض التكاليف الإضافية الناجمة عن تطبيق المعايير الجديدة.
   
• صعوبات في المنافسة العالمية: قد تواجه الشركات الأوروبية صعوبات في المنافسة مع الشركات الآسيوية والأمريكية التي قد تكون أكثر تقدمًا في مجال السيارات الكهربائية.

طرق للخروج من الأزمة

يطالب دي ميو بضرورة منح صناعة السيارات مزيدًا من المرونة في تطبيق المعايير الجديدة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي تواجهها. كما دعا الحكومات إلى تقديم المزيد من الدعم المالي والحوافز لتشجيع الانتقال إلى السيارات الكهربائية.

تواجه صناعة السيارات الأوروبية تحديات كبيرة في ظل التوجهات العالمية نحو التحول إلى السيارات الكهربائية. يتطلب هذا التحول استثمارات ضخمة وجهودًا مشتركة من قبل الحكومات والشركات والمستهلكين.