الإثنين، 23 ديسمبر 2024

03:53 ص

بيتر هيسلر.. مراسل أمريكي يحكي تجربته مع الطرق المصرية


يقولون أن هناك شيئًا مميزًا حول شراء أول سيارة جديدة، وهذا صحيح بشكل خاص إذا حدث ذلك في مصر فبحلول ربيع عام 2014، كنت أنا وزوجتي ليزلي، قد عشنا في القاهرة لأكثر من عامين، كمراسلين أجانب أمريكيين، كنا ننوي قضاء خمس سنوات على الأقل في مصر وبالنظر إلى ثراء تاريخ البلد وثقافته قررنا الالتزام بالخطة وعدم الرحيل قبل مضي الخمس سنوات. وكان شراء أول سيارة جديدة يمتلكها أي منا جزءًا من هذا الالتزام.

في البداية، وعند أحد الوكلاء بشرق القاهرة، أعطانا بائعًا يرتدي بدلة داكنة مصافحة قوية وسعرًا جيدًا لسيارة هوندا سيتي سيدان. وبعد ذلك، قررنا عقد اجتماع مع موظف في شركة التأمين أليانز، ولكن في اللحظة الأخيرة، اتصل ليلغي الموعد، لأنه دمر سيارته للتو في حادث. وعندما حاولنا التواصل مع وكيل آخر للشركة أكد أنه لم يعد مؤهل للحصول على التأمين على السيارات من أليانز، لأنه تعرض لعدد من الحوادث كل عام لمدة ثلاث سنوات متتالية. وسلم لنا كتيبًا نصه كما يلي: "تُظهر بياناتنا أن ستة من أصل كل 10 سيارات تم شراؤها في مصر إما سيتم تعطلها أو تلفها أو سرقتها."

عندما انتهينا من العمل الورقي، كنت خائفًا لدرجة أنني اتصلت بصديق يمتلك سيارة. قاد سيارتي وقادني خلال حركة المرور في ساعة الذروة إلى منزلنا في الزمالك. ولكن لم يمض وقت طويل قبل أن بدأت استكشاف المدينة، وبعد ذلك اكتشفت فرحة القيادة إلى المواقع القديمة. حتى في معظم المعالم الأثرية، كان هناك شيء حميم حول هذه التجربة، لأن هذه الأماكن قد هجرها السياح. عندما قمنا برحلة عائلية إلى الهرم الأحمر في دهشور، أوقفت سيارة هوندا سيتي في قاعدة الهرم، ولم تكن هناك سيارة أخرى في موقف السيارات ؛ وكان الحارس عند المدخل يشعر بالملل لدرجة أنه لم يكلف نفسه عناء مرافقتنا في الداخل.

ولعدة سنوات، كنت قد سافرت في صعيد مصر للكتابة حول الآثاء، وقمت برحلات عديدة وحدي في السيارة. الجزء الأصعب من كل رحلة كان الهروب من القاهرة ومن الزمالك، كنت أتجه جنوبًا على طول نهر النيل، بجانب ميدان التحرير وجاردن سيتي، ثم وصلت إلى الفسطاط، وكانت المسافة ثلاثة أميال ونصف فقط ولكنها تستغرق ساعة تقريبًا بسبب الزحام.


وكلما توقفت في حركة المرور، أنظر الي السيارات من حولي فالمصريون يحبون نشر عبارات بحروف بيضاء على نوافذهم الخلفية، مثل"ما شاء الله" أو "لا إله الا الله" لكن في بعض الأحيان، تم تصميم رسائل للحظات اليأس من زحام المرور مثل "مفيش فايدة" "أنا تعبت" وعبارات أخرى مثل "إذا كانت حياتك دقيقة، عشها كرجل" و"حاول لكن لا تبكي" و"الشرطة وظيفتي، والجريمة هي لعبتي".

وبفضل الدعم الحكومي، كان البنزين أرخص من المياه المعبأة في زجاجات. وفي بعض أجزاء الطريق سافرت لمدة 50 ميلًا دون رؤية أي نباتات وعلى سرعة 75 ميل في الساعة ومع تشغيل تكييف الهواء، كان من الصعب تخيل الرحلات الصحراوية القديمة.
مارشدير

اسعار ومواصفات السيارات

البحث حسب الميزانية

البحث حسب الموديل

العودة للأعلى

search