حرب الأسعار الصينية تعصف بشركات السيارات الكهربائية في 2024

يشهد سوق السيارات الكهربائية في الصين تطورات متسارعة ومنافسة شديدة، حيث تلعب الحكومة الصينية دورًا محوريًا في دعم هذه الصناعة عبر الإعانات والسياسات التشجيعية. على الرغم من هذا الدعم، فإن السوق تواجه تحديات جسيمة مثل فائض العرض وحروب الأسعار، التي أثرت بشكل كبير على هوامش الربح.

تأثير خفض أسعار تسلا على السوق الصينية

في عام 2024، تتنافس الشركات الصينية للحفاظ على موقعها في سوق مزدحم بأكثر من 200 شركة مصنعة، حيث يُتوقع أن يشهد هذا العام دمج عدد من الشركات أو اختفائها بسبب الضغوطات الاقتصادية. الفشل في الابتكار وتقديم ميزات جذابة قد يقضي على فرص بقاء العديد من هذه الشركات.

وبحسب توقعات ريتشارد يو، الرئيس التنفيذي لقسم الأعمال الاستهلاكية في هواوي، فلن يكون في الصين أكثر من 4 لاعبين رئيسيين في مجال السيارات الكهربائية بحلول عام 2030.

من الأمثلة البارزة على التأثير العميق لحروب الأسعار، قرار شركة تسلا بخفض أسعار سياراتها في الصين، مما أجبر الشركات الأخرى مثل Xpeng وLi Auto على اتباع نهج مماثل للحفاظ على تنافسيتها. هذه الخطوة أدت إلى انخفاض كبير في الربحية عبر الصناعة.

اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية، أكبر مخطط اقتصادي في البلاد، عبّرت عن حدة المنافسة في هذه السوق قائلة «المنافسة في صناعة مركبات الطاقة الجديدة ستكون شرسة للغاية في عام 2024».

دخول شركات التكنولوجيا مثل شاومي ومايزو إلى سوق السيارات الكهربائية
 

في المقابل، شهدت السوق دخول لاعبين جدد مثل شاومي ومايزو، اللذان يسعيان لاستغلال خبرتهما في التكنولوجيا لتقديم سيارات كهربائية مبتكرة. هذه الشركات تعتمد على إستراتيجيات تسعير تنافسية وتقديم تكنولوجيا متقدمة لجذب المستهلكين، مما يزيد من حدة المنافسة في السوق.

على الصعيد العالمي، تسبب الفائض في العرض والمنافسة الشديدة في إعادة هيكلة بعض الشركات العالمية وتسريح العمالة وبيع المصانع لخفض التكاليف، كما حدث مع شركات مثل ميتسوبيشي وهوندا وهيونداي.

توقعات بدمج الشركات وتصفية بعضها في ظل المنافسة الشرسة

وقال غان جيايو، الرئيس التنفيذي لشركة جيلي أوتو، خلال مؤتمر أرباح الشركة في مارس «مع دخول عام 2024، ستبدأ الجولة النهائية لصناعة السيارات في الصين بطريقة شاملة، وستدخل الصناعة فترة من الدمج».

كما توقع وانغ تشوانفو رئيس شركة بي واي دي، في مارس آذار، بدء «جولة تصفية وحشية»، وقال في منتدى في بكين «دخلت صناعة السيارات الكهربائية في الصين مرحلة التكيف الدوري بعد عقدين من النمو».

وإذا تم بالفعل دمج عدة شركات مع بعضها، فهذا يعني القضاء على المزيد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

ووفقاً لما قاله يين تونجيو، رئيس شركة شيري أوتو، فإن صانعي السيارات الكهربائية يدخلون في «سباق الحياة والموت».

وتوقعت الجمعية الصينية لمصنعي السيارات أن يصل إجمالي مبيعات سيارات الركاب في البلاد إلى نحو 26.8 مليون سيارة لعام 2024، في حين أن أهداف المبيعات المجمعة من قبل الشركات المصنعة الكبرى وصلت حتى الآن إلى ما يقرب من 30 مليون وحدة.