انتهت أيام المجد لشركات صناعة السيارات العالمية في الصين

سيطرت شركات صناعة السيارات الأجنبية على سوق السيارات في الصين لعقود من الزمان، حيث باعت ملايين المركبات وحققت أرباحًا هائلة. والآن يقترب هذا العصر الذهبي من نهايته المفاجئة. ويبدو أن النمو السريع لصانعي السيارات الكهربائية المحليين في الصين، مثل BYD وXpeng XPEV، سيقلب أكبر سوق لسيارات الركاب على هذا الكوكب ويترك أكبر شركات صناعة السيارات في العالم على الجانب الخاسر. وجاءت أحدث علامة على التحديات الشديدة التي تواجه شركات صناعة السيارات التقليدية ، عندما حذرت فولكس فاجن من أنها قد تغلق مصانعها في ألمانيا لأول مرة في تاريخها، في محاولة لخفض التكاليف.

تراجع مبيعات فولكس فاجن في أوروبا 500 ألف سيارة

والتقى المسؤولون التنفيذيون بالعمال في مقر الشركة في فولفسبورج اليوم، حيث حذر الرئيس المالي أرنو أنتليتز من أن فولكس فاجن لديها "عام، ربما عامين" لتغيير الأمور. وقال إن شركة صناعة السيارات تبيع 500 ألف سيارة أقل في أوروبا سنويًا مقارنة بمستويات ما قبل الوباء، أي ما يعادل حوالي مصنعين للسيارات.

تراجع كبير لفولكس فاجن بالصين

وفي الصين، أكبر سوق لها، شهدت شركة السيارات الألمانية العملاقة انخفاض مبيعاتها بأكثر من الربع من ثلاث سنوات فقط إلى 1.34 مليون في النصف الأول من هذا العام. وفي العام الماضي، فقدت الشركة تاجها كأكبر علامة تجارية للسيارات مبيعاً في الصين لصالح شركة بي واي دي، لتتخلص بذلك من اللقب الذي احتفظت به منذ عام 2000 على الأقل.

فورد وجنرال موتورز تواجهان مشكلات في الصين

ولكن فولكس فاجن، ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم بعد تويوتا (TM)، ليست الشركة الوحيدة التي تواجه مشاكل. فشركة فورد (F) وجنرال موتورز (GM) من بين الشركات التي تشهد تراجع المبيعات والحصة السوقية في الصين مع رفض المستهلكين المحليين للعلامات التجارية الأجنبية وشراء المنتجات الصينية بدلاً منها.

تراجع مبيعات شركات السيارات الأجنبية بالصين الي 33%

في يوليو ، انخفضت حصة شركات صناعة السيارات الأجنبية من مبيعات السيارات في الصين إلى 33% من 53% في نفس الشهر قبل عامين، وفقاً لبيانات من رابطة سيارات الركاب الصينية (CPCA). وتتعرض أرباح شركات صناعة السيارات في الصين للضغوط أيضاً. ففي الربع المنتهي في 30 يونيو ، انخفضت الدخول من المشاريع المشتركة لشركة تويوتا في الصين بنسبة 73% مقارنة بالعام السابق، وفقاً للبيانات المالية.

تراجع مبيعات جنرال موتورز في الصين

والأسوأ من ذلك، أن المشاريع المشتركة لشركة جنرال موتورز في الصين ولديها 10 مشاريع في البلاد سجلت خسائر ربع سنوية متتالية هذا العام. انخفضت مبيعات شركة صناعة السيارات الأمريكية في الصين إلى النصف من ذروة تجاوزت 4 ملايين في عام 2017 إلى 2.1 مليون في العام الماضي.

حرب أسعار السيارات الكهربائية بالصين

وقالت الرئيسة التنفيذية لجنرال موتورز ماري بارا للمحللين: "عدد قليل جدًا من الناس يكسبون المال في الصين". "إنه أمر غير مستدام لأن عدد الشركات التي تخسر المال هناك لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية. والحقيقة، عندما تدخل في نوع حرب التسعير التي تدور الآن، فهي حقًا سباق نحو القاع". وقد أودت حرب أسعار السيارات الكهربائية الوحشية والمطولة في الصين بالعديد من شركات صناعة السيارات المحلية بالفعل. كما اضطرت شركات صناعة السيارات الأجنبية إلى إعادة هيكلة أعمالها أو إغلاق عملياتها المترامية الأطراف في البلاد.

وقف ميتسوبيشي لأعمال مشروعها المشترك بالصين

وفي أكتوبر ، أعلنت شركة ميتسوبيشي موتورز اليابانية أنها ستنهي إنتاج سياراتها في مشروعها المشترك في الصين، بعد سنوات من انخفاض المبيعات. كما اتخذت هوندا وهيونداي وفورد خطوات جذرية، بما في ذلك تسريح العمال وإغلاق المصانع، لخفض التكاليف. وقال مايكل دون، وهو من قدامى المحاربين في صناعة السيارات والرئيس التنفيذي لشركة دون إنسايتس، وهي شركة استشارية تركز على السيارات الكهربائية: "انتهت أيام المجد ... للاستمتاع بمعدلات نمو عالية وأرباح ضخمة في الصين".